كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":
إذا أخذنا في الاعتبار أن احتمال انتخاب المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس لن يغيّر في المقاربة الأميركية التي اتّبعتها إدارة الرئيس جو بايدن تجاه لبنان، إلا ببعض الشكليات الطفيفة ربما التي سيفرضها تغيير بعض الوقائع بعد مدة، إلا أن هناك أسئلة كثيرة تُحيط بكيفية إقلاع إدارة المرشّح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب بالملف اللبناني من جديد، في ما لو انتُخِبَ هو لولاية ثانية في الولايات المتحدة الأميركية.
فمنذ خروجه من "البيت الأبيض" في كانون الثاني 2021 وحتى 8 تشرين الأول 2023، أي موعد إقحام جبهة الجنوب اللبناني بحرب غزة، "لفّ" لبنان و"دار" بالجمود الانهياري نفسه الذي كان بدأ خلال ولاية ترامب الأولى أصلاً، وبشكل لا يترك مجالاً كبيراً لأي أحد، لإحداث أي تحديث جذري للملف اللبناني.
وبالتالي، قد تكون الحرب، وإقحام لبنان فيها بشكل أدى الى التدهور الذي نمرّ به اليوم، هي المحرّك "التجديدي" الوحيد لإدارة ترامب الجديدة (إذا انتُخِب)، في الملف اللبناني. ولكن لبنان ليس حرباً فقط، بل هو اقتصاد ومال أيضاً، وحديث عن إصلاحات، وعن "نفضة" سياسية وقضائية... والكثير من الأمور التي كان بدأ الحديث عنها منذ أن كان ترامب رئيساً في أميركا، والتي لم يحدث أي تغيير فيها.
فباستثناء ملف الحرب، هل يُقلِع ترامب مع لبنان من المكان الذي انتهت عنده زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو، في ربيع عام 2019؟ وهي الزيارة التي حملت الكثير من الكلام الى أكثر من مسؤول لبناني، والزيارة التي أدت مُعاكَسَة الكثير من مضامينها لبنانياً، الى استفحال الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية في لبنان اعتباراً من خريف عام 2019، وصولاً الى بدء مسار فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين، عشيّة انتهاء ولاية ترامب، أي في خريف عام 2020.
اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن "مقياس التقييم الممكن لنتائج احتمال انتخاب ترامب لولاية رئاسية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، يعود الى كيف يمكن لأميركا أن تتصرف مع إيران في المنطقة مستقبلاً خلال ولايته".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا تصرّفت الولايات المتحدة مع إيران بخشونة، أي إذا أتت بطهران الى طاولة المفاوضات، وفرضت الولايات المتحدة وجهة نظرها، فسيكون الوضع مختلفاً عن احتمال ما إذا تمادت أميركا معها إيران في المستقبل. ففي حالة التمادي، وأنا أشكّ بذلك، فإن الأوضاع قد تبقى كما هي. وبالتالي، إذا كان هناك أي انتظار لبناني من احتمال انتخاب ترامب مجدداً، فهو بنقطة واحدة، وهي علاقته بإيران. وهذا هو الأساس".
وأشار سعيد الى أن "الحرب الحاصِلَة في لبنان والمنطقة فرضت نفسها على الجميع، ومن ضمنهم الولايات المتحدة الأميركية أيضاً. وهو ما سينسحب على أداء إدارة ترامب إذا فاز أيضاً. وبالتالي، عليهم أن يبحثوا عن حلّ. والحلّ الوحيد الذي سيكون أمامهم هو إما التفاوض مع إيران، أو استعمال الخشونة معها، ولكلّ خيار نتائجه في كل مكان".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يمكن لسياسة فرض العقوبات على مسؤولين لبنانيين أن تعود مجدداً مع ترامب، إذا انتُخِب بالفعل، وإذا استمرّ العناد المحلّي على مستوى منع انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن تلك النقطة باتت تُعتبر من "عدّة الشّغل" الأساسية للتسوية المرتبطة بوقف إطلاق النار أيضاً، أجاب: "قد يكون ذلك احتمالاً ممكناً".
وختم: "في أي حال، أعتقد أنه فور التوصّل الى وقف لإطلاق نار، سنشهد حَلْحَلَة رئاسية، وسيُنتَخَب الرئيس".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك