ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنّه "ليس هناك أولوية أكثر من إنهاء مطحنة الفراغ الرئاسي، والذي يقاطع بالسياسة يعطل محاولات التسوية الرئاسية، فإنقاذ لبنان وحماية عائلته الوطنية أولى الأولويات، ولكن المؤسف أن البعض يعتبر الحوار جريمة شنعاء، ويغفلون عن أن القطيعة السياسية هي أم الجرائم، وفي لبنان لم تكن القطيعة والخصومة حلا لأزماتنا، بل أثبت الحوار والتسوية بين كل مكونات العائلة اللبنانية الواحدة أنه أنجع الحلول، خاصة أنّ جوهر لبنان يقوم على ميثاقية التسويات، والخماسية العربية الدولية وغيرها لا يمكنهم القفز فوق حقيقة لبنان الميثاقية".
وأضاف :"للاخوة المسيحيين، أحب أن أقول كلمة، أن العيش المشترك جوهر ديننا، ولا تصلح صيغة من دون شراكة مسيحية فيها، ولا حاجة لأي موقع دستوري أو سياسي من دون شراكة مسيحية فيه، وما نريده تسوية بحجم الإنقاذ الرئاسي والحكومي معًا، للنهوض بالبلد من جديد وبشكل مشترك".
ووجه المفتي قبلان خطابه "لمن يعمل على الموازنة العامة" بالقول: "لا بد من تأكيد الإنفاق الاجتماعي والاستثماري ضمن إمكانات مقبولة، ويجب فهم الظروف الصعبة والسيئة التي تظلل الناس، والحلّ لزيادة واردات الخزينة العامة يمرّ بداية بإيقاف مزاريب الهدر، وبزيادة الناتج المحلي التي تمرّ بحماية الأسواق، واليد اللبنانية العاملة، ووضع حدّ لطغيان أصحاب المال صحبة أصحاب النفوذ، وخلق فرص عمل، عن طريق تأكيد إطار الكفاءة وسلطة القانون وزيادة حضور الدولة في كل القطاعات، بالرقابة والمحاسبة والقضاء ومنع اليد الأجنبية وملاحقة الكيانات غير المرخّصة، وقمع المخالفات السيادية، ومراعاة ظروف الناس في المناطق المهملة والمحرومة، وهذا يفترض أن نقطع لعبة السياسة عن المال والأسواق، وكذلك كابوس الوسائط التي تبتلع الإدارات والمؤسسات والأسواق".
أضاف: "ذلك تأمين الأمن ثم الأمن ثم الأمن، لأن الجريمة ومافيا الخوات والمخدرات تزحف فوق كل متر من هذا البلد، ولا نريد شيطنة العمل الوطني".
وشدّد المفتي قبلان على أن "المطلوب اليوم هو ملاقاة المقاومة وجبهة سيادتها وتضحياتها الوطنية بتسوية تليق بأغلى وأهم شراكة إسلامية ومسيحية في هذا البلد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك