كتبت لارا يزبك في "المركزية":
أعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين أمس أنّ "لبنان سيُعاني لسد ولو جزء من احتياجاته الإنسانية، في حال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل، في الوقت الذي يسعى فيه إلى زيادة الدعم من المانحين مع استمرار الاشتباكات على الحدود". وقال ياسين، وهو الوزير المشرف على التخطيط للطوارئ في حالة نشوب صراع أوسع نطاقًا، لـ"رويترز"، إن لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ السيناريوهات. وأضاف "ستكون تلبية جزء صغير، حتى ولو 10 أو 15 في المئة من ذلك، مسألة كبيرة بالنسبة للحكومة. سنحتاج من المانحين إلى تكثيف جهودهم".
يأتي هذا التصريح في ظل سلسلة اجتماعات اعدادية عقدها في الايام الماضية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي، مع اللجنة الوزارية ومع القطاعات الحياتية، هدفها التحضير للحرب الشاملة في حال اندلعت.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، موقف ياسين جاء ليؤكد "أنّ لبنان، اذا وقع السيناريو الأسوأ، سينهار ولن يتمكن من الصمود في وجه تداعيات الحرب، لا على الصعيد البشري لناحية النزوح والايواء، ولا على صعيد اقتصاده".
موقف المجتمع الدولي، يجب ألّا يكون فاجأ الحكومة، تتابع المصادر. فالدول المانحة، التي تقف عادة الى جانب لبنان في أيامه الصعبة، مِن الدول العربية إلى الأوروبية وأيضًا الأميركية، تعتبر أنّ "حزب الله" هو مَن بادر الى فتح الحرب في 8 تشرين الماضي، وحرّك جبهة الجنوب اللبناني عسكريًا ضدّ إسرائيل، هذا ناهيك بكون الحزب، في نظر معظم هذه الدول، منظّمة ارهابية.
عليه، سلسلة أسئلة تفرض نفسها: هل سيشكّل هذا المعطى "العلمي" "التقني" الذي لا يمكن نفيه، والذي يقول ان حاجات لبنان، إذا وقعت الحرب، غيرُ مؤمَّنة، عاملًا رادعًا أو "مدوزِنًا" لـ"حزب الله" في رده على اغتيال إسرائيل قائدَه البارز فؤاد شكر في الضاحية؟ وثانيا، هل يكفي ان يدوزن "حزب الله" الردّ، كي لا تقوم إسرائيل بشنّ حرب مدمّرة أوسع نطاقًا، ضدّ لبنان؟ وهل يملك الحزب جوابًا حاسمًا على السؤال الثاني؟ أم أنّه عازم على الردّ أيًّا كانت التداعيات، كما يقول أمينه العام، ومع علمه المسبق بأن لبنان لا يمكنه أن يخرج من تحت اعباء الحرب كما قال ياسين؟
ربما الحزب مطمئن إلى أنّه يمكنه خوض غمار هذه المغامرة لان ايران ستغطّي تكاليفها؟ اذا كانت هذه هي الحال، فليقلها نصرالله علنا وليرح بال اللبنانيين، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك