تستعيد السلطات السورية شيئا فشيئا السيطرة على مناطق الساحل السوري بعد الهجمات الدامية التي نفذتها فلول النظام المخلوع. أما الأحداث التي رافقت العمليات العسكرية والتي أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين فقد كانت محل استغلال خارجي تلاقى بعضها مع الاستغلال الإسرائيلي للوضع الانتقالي كما فعلت واشنطن. إذ أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الوقوف مع الأقليات الدينية والإثنية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكردية، مطالبا السلطات في دمشق بمحاسبة المسؤولين عما قام به من سماهم الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين. وهذا الموقف بحد ذاته يؤكد أن ما جرى في الساحل السوري وفي جنوب سوريا وشرقها غير مفصول عن مخططات بدأت تتكشف ملامحها لعرقلة بناء الدولة الجديدة في سورية، ومحاولة إحداث انشقاقات في الجسم السوري. وهذا ما بدأت تستشعره القيادة السورية، إذ دعا الرئيس احمد الشرع دول الإقليم والمجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب سوريا واحترام سيادتها، مؤكدا أن بلاده لن تنزلق إلى الفوضى أو الحرب الأهلية، وستظل صامدة بفضل إرادة شعبها وقوة جيشها.
وفيما تواصل وزارة الدفاع مطاردة المسلحين في جبال اللاذقية كشفت مصادر أمنية لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن العصابات المُتخفية من بقايا فلول النظام السوري قامت في الاسابيع الماضية بعملية رصد لمواقع الأمن العام السوري في الساحل السوري من اللاذقية الى بانياس. وأشارت إلى أن هؤلاء المسلحين الذين كانوا ينتمون بغالبيتهم إلى الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، وفي استغلال لمحاولة القوى الامنية توقيف أحد المطلوبين الذي ينتمي للطائفة العلوية، عمدت إلى خطف وقتل عدد من عناصر الأمن العام ودفنهم بمقابر جماعية.
هذا وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، تناط بها مهمة التواصل المباشر مع أهالي الساحل السوري للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم لهم بما يضمن حماية أمنهم واستقرارهم. وأضافت ان اللجنة ستعمل أيضا على تعزيز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة.
وكانت الرئاسة السورية أعلنت في وقت سابق عن تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي وقعت في الساحل وإحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك