عشية إنتهاء المهلة المقررة لتطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، إستهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية أمس سيارة، في مدينة صيدا، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، ليتبين لاحقاً أن المستهدف أحد القياديين في حركة "حماس" ويدعى محمد شاهين، سرعان ما تبنى الجيش الإسرائيلي عملية الإغتيال ببيان ذكر فيه أنه قتل مسؤولاً في حماس يتولى قيادة عمليات الحركة في لبنان.

لكن المستغرب، أن هذه أول عملية ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الماضي، في هذا الأسلوب وفي هذه البقعة الجغرافية البعيدة عن الحدود، لاستهداف قيادي من حماس، وليس من حزب الله، ما قد يؤثر على الإتفاق بين إسرائيل والحركة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، علما ان الجيش الإسرائيلي كان قد نفذ عملية مشابهة أول من أمس بإستهداف سيارة في قضاء النبطية وأسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى.

وايضا كان سبق لإسرائيل أن نفذت عمليات لإستهداف عدد من قادة حماس في لبنان أبرزهم صالح العاروري نائب رئيس حماس السابق، الذي إغتالته إسرائيل في بيروت مع بداية العام 2024، كما قضت على عضو قيادة الحركة في الخارج شريف أبو الأمين.

ووفق مصادر فلسطينية مطلعة، أن إسرائيل لم توفر فرصة للتخلص من شاهين بإستهدافه يوم أمس، التي تعتبره شخصية تهدد أمنها القومي، مشيرة، عبر وكالة "أخبار اليوم"، الى أن إسرائيل لن توقف الإغتيالات، وإن تم الإتفاق على وقف اطلاق النار، فهي لن تتوانى أو توفر أية فرصة لتقوم بإغتيالات في مختلف الصفوف الحزبية، أكانت من الصف الأول أو الثاني، كاشفة أن محمد شاهين الملقب بـ"أبو عماد"، كان على علاقة وطيدة بالعاروري، وكان مسؤول الإتصال والتنسيق بين حزب الله وحماس، إلى جانب مهامه الذي قام بها خلال إستهداف نقاط عسكرية إسرائيلية في لبنان، فضلاً عن الدور البارز الذي لعبه في دعم عمليات "كتائب القسام"، في الضفة الغربية.

وتذكر المصادر عينها، بأن أبو عماد، كان لديه أخٌ قياديّ أيضاً في القسام، يدعى حمزة شاهين، قُتل بإنفجار عنيف داخل إحدى مستودعات أنابيب الأوكسجين في مخيم البرج الشمالي شرق مدينة صور في جنوب لبنان، وذلك في كانون الأول من عام 2021، حمّلت وقتذاك "حماس"، قوات الأمن الوطني الفلسطيني، المسؤولية المباشرة عما أسمتها الحركة بجريمة القتل والاغتيال المتعمد.