استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد كميل باقر الذي قال بعد اللقاء: "نشكر الله أننا وُفقنا اليوم بلقاء نيافة الكاردينال، وهي الزيارة الثانية لي كمستشار ثقافي للسفارة الايرانية في لبنان، وتناولنا العديد من النقاط، وباركنا على انتخاب رئيس الجمهورية فخامة العماد جوزاف عون ونأمل أن تكتمل هذه الفرحة بتشكيل حكومة جديدة كي يدخل لبنان في مرحلة جديدة من الازدهار".
وأضاف: "كما أكدنا على رسالتنا الدائمة والأساسية كأبناء الأنبياء وأتباع الأنبياء، وهي الرسالة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، رسالة السلام والمحبة والايمان والاستقرار، وقلنا أننا نتطلع الى مثل هذه الرسالة، ولكن الواقع أن هناك قوى معادية للسلام والمحبة ومتغطرسة ومستكبرة ولا تريد السلام والمحبة، وأنا تناولت مع صاحب الغبطة كيفية مواجهة هذه القوى الشريرة التي تعرقل دائماً عملية السلام في المجتمعات من خلال قراءة دينية، ونحن كمسلمين في القرآن الكريم والروايات لدينا مخزون كبير في هذا الشأن، في كيفية مواجهة الظالمين وما هي مسؤولياتنا تجاه المظلومين في العالم، واليوم في هذا اللقاء استشهدت ببعض ما ورد في الكتاب المقدس، عندما ورد "أنقذ المظلوم من يد الظالم" وفي مكان آخر يقول "هكذا قال الرب، أجروا حقاً وعدلاً، وأنقذوا المغصوب من يد الظالم" وهذا ما يريده الكتاب المقدس أن نكون عوناً للمظلومين، وهذا ما يطلبه الدين الالهي، وهذا ما نقوم به كجمهورية اسلامية في المنطقة وفي العالم وفي لبنان بالتحديد، منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم، وهذا المبدأ موجود ومصرّح به في الدستور الايراني، وطبعا عندما نتحدث عن الدور الايراني في المنطقة وفي لبنان فهو بناء على هذه التعاليم الدينية وهذه القيم الثقافية، نؤكد أن إيران لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان، بل فقط ندعم إرادات الشعوب والسيادة الشعبية، ولذلك عندما هناك شعب مقاوم يأخذ قرارا بالدفاع عن نفسه ومواجهة المحتلين، فإيران تدعم خيار المقاومة في لبنان، ورأينا خلال الحرب الأخيرة هذا الاحتضان الشعبي من كافة المكونات اللبنانية للمواطنين الذين أُجبروا على ترك منازلهم، وهذا دليل على أهمية وصدق هذا القرار للشعب اللبناني".
وتابع: "كما أشرنا الى مسألة دعمنا للحوار بين الأديان ومركزية لبنان كبلد حضاري وبلد للتعايش والحوار حول مختلف القضايا وخاصة الثقافية ومسألة الأسرة والزواج، وفي هذا اللقاء سلمت نسخة عربية من رسالة تم توجهيها مؤخرا من قبل قائد الجمهورية الاسلامية في إيران الى قداسة البابا في الفاتيكان عبر السفير الايراني في الفاتيكان، والتي تناولت الرؤيا الدقيقة الاسلامية وكلام الامام الخامنئي حول سيدنا عيسى المسيح عليه السلام، حيث يقول في هذه الرسالة سماحة الامام الخامنئي، "إن اتّباع سيدنا عيسى عليه السلام يستلزم نصرة الحق والتبرّؤ من القوى المعادية للحق"، أشكركم وأتمنى لجميع اللبنانيين التوفيق والنجاح وللبنان التقدم والازدهار".
والتقى الراعي وفداً من "المعهد الفني الأنطوني" في الدكوانة برئاسة النائب العام الأب بطرس عازار ومدير المعهد الأب شربل بو عبود في زيارة سنوية بروتوكولية وضع في خلالها الوفد البطريرك في أجواء نشاطات المعهد، خاصة بعد افتتاح مشغل حياكة الفن الكنسي.
ومن زوار الصرح السفير السابق فريد الياس الخازن، والجنرال علي عواد.
وكان البطريرك الراعي التقى امس، بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي وجرى عرض للعلاقات المسكونية بين الكنيستين اضافة إلى الأوضاع الراهنة محليا واقليميا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك