كتب كبريال مراد في موقع mtv:
ناقصة كانت الصورة في عين التينة أمس. فقد ترك اللقاء الثلاثي "نقزة" لدى المتابعين الذين طرحوا السؤال الآتي: أين المكوّن المسيحي في الصورة؟
ففي غياب رئيس الجمهورية، وحكومة تصريف الأعمال، بدت المشهدية "فاقعة" بعدم اكتمالها بالطبع، وظهّرت الصورة حاجة الى إعادة "ترميم" مشهدية المؤسسات.
ففي لحظة حسّاسة ودقيقة، ترسم فيها معالم المنطقة ولبنان، ترتفع المخاوف لدى المكونات على المصير والدور والحضور. قد يكون المجتمعون "استلحقوا" النقزة والامتعاض والملاحظات، بما صدر عن لقاء سيجمع رئيس حكومة تصريف الأعمال برأس الكنيسة المارونية. ما طرح سؤالاً آخر: هل يُبلّغ المسيحيون بما يتقرر، أم يجب أن يكونوا في صلب هذا القرار؟ وهل تعالج الأمور بالوقوف على خاطرهم، أم بالتعامل معهم كمكوّن رئيس من مكوّنات عدة تتألف منها الجمهورية وتنتظم على أساسها المؤسسات؟
في المقابل، سؤال مشروع يوجّه الى المنزعجين من تغييب المكوّن المسيحي عن الصورة، وهم على حق بذلك، عمّا يقومون به في هذه المرحلة لاكتمال المشهد، واعادة رسم الصورة على أسس سليمة، برئيس للجمهورية، يعيد انتظام الجمهورية والمؤسسات.
فهل يبادر هؤلاء أم أنهم يترقبون وينتظرون ما ستؤول اليه الأمور. هل يحضّرون الأرضية لمواكبة التطورات؟ أم سيستمرون بالجمود والنظر الى المرحلة المقبلة بذهنية المرحلة السابقة؟
المسؤولية مضاعفة على المسيحيين اليوم للمبادرة لخلق أرضية يلتقي عليها الجميع. فالانتظار قاتل، والمراوحة مدمّرة، أما النزول عن الشجرة والخروج من "الستاتيكو" الراهن، فيتطلّب حركة جدّية، لا ألاعيب سياسية، فيتلاقى الجميع على أساس ضرورة ملء الشغور في أسرع وقت ممكن، لأن التحدّيات كبيرة، والأعباء ثقيلة، والمخاوف كثيرة، والجمهورية بحاجة لرئيس قادر على الحكم، بمشروع انقاذي يحمله، وبامكانية حكم تتوافر بدعم وازن من المكونات السياسية.
فحبّذا لو لا يكتفي المنزعجون بالامتعاض الكلامي… فالمرحلة تتطلب "رجالاً" ومبادراً، وإلاّ ستُلتقط صورٌ عدة في المستقبل، بلا مسيحيّين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك