أمتعت مذكراته، Lost on a Mountain in Maine، أجيالًا من تلاميذ المدارس في ولاية أشجار الصنوبر الأميركية، وتوثق خرائط الممرات ورواية مصورة رحلة صبي ضاع في جبل بعد صراع مع والده، وأصبحت أخيراً فيلماً هوليودياً.
والفيلم، الذي استوحى اسمه من كتاب فيندلر، والذي يضم سيلفستر ستالون بين منتجيه، يعيد خلق دراما صبي منفصل عن والده الصارم وشقيقه التوأم وغيرهما، وفق "دايلي ميل".
وفي صورة شهيرة، يظهر دون فيندلر النحيل، 12 عامًا، من راي، نيويورك، مع الكيس الذي استخدمه ككيس نوم في براري مين، حيث فقد 15 رطلاً.
وكان فيندلر اختفى في وسط عاصفة سريعة أثناء اقترابهم من قمة كاتادين، بعد أن تشاجر مع والده، وأدرك الصبي في غضون ساعات أنه في ورطة وبدأ في حالة ذعر، كما يروي.
ولجأ حين باغته الخوف إلى مهاراته الكشفية، وموقف عدم الاستسلام أبدًا، كما قال، وأضاف :"لقد علمني هذا أن أحافظ على هدوئي وهدوء أعصابي".
وكان يأكل الفراولة والتوت البري ويختبئ قدر استطاعته خلال الليالي الباردة، وتبع الصبي مجرى مائيًا وخط هاتف، مما قاده إلى معسكر صيد بالقرب من ستايسيفيل، على بعد حوالي 35 ميلاً.
وتم إنقاذ فيندلر الذي كان يعاني من سوء التغذية من قبل مرشد ولاية مين نيلسون ماكمورن وزوجته لينا، وكان مصابًا بكدمات وجروح وجائعًا، من دون بنطال أو حذاء، ومغطى بلدغات الحشرات وخفيف الوزن جداً، لكنه بقي على قيد الحياة.
وقال العنوان الرئيسي الجريء لصحيفة "بانجور ديلي نيوز" في 26 تموز 1939، في اليوم التالي لعملية الإنقاذ: تم العثور على دون فيندلر حياً، وزينت ثلاث صور للشاب النحيل وأربع قصص عنه الصفحة الأولى للصحيفة، وأثار الخطر الذي واجه الصبي بحثًا هائلاً حينها، وكان محور عناوين الصحف والبث الإذاعي الليلي، وتدفق مئات المتطوعين إلى المنطقة للمساعدة، وتدفقت رسائل الدعم إلى والدي فيندلر، في مقابلة أجريت عام 2009، وقال فيندلر "لقد تم إرسال الصلوات إلى والدتي عن طريق ويسترن يونيون" من الأمهات في جميع أنحاء البلاد".
وأرجع دون فيندلر نجاته في تسعة أيام صعبة في البرية، لعدم الاستسلام، وقد نال تكريماً لذلك، حيث قدم الرئيس فرانكلين روزفلت، ميدالية ذهبية للشجاعة لفيندلر، في عام 1940 في البيت الأبيض.
وأصبحت قصته عبرة حثت الأهالي لعدم ترك أبنائهم في خضم شجار وحدهم في أماكن بعيدة أو خطرة، أو عدم التعبير عن حبهم، وهو أمر كان كثيرون يفعلونه في تلك الأيام، كما يقول فيندلر.
وبعد مغامرته تلك، تم الاحتفاء بمهاراته في البقاء، واستمر في حياته حيث التحق بعدها بالمدرسة الثانوية، والدراسة في جامعة مين، والخدمة في الجيش الأميركي لمدة 28 عامًا، وتزوج ماري روز "ري" كونولي عام 1953 وأنجب أربعة أطفال، وتوفي عن عمر يناهز 90 عامًا في تشرين الأول 2016، بعد أن روى شخصياً محنته لمئات الشباب في مين على مدى عقود.
ويعرف تلاميذ المدارس الملحمة من خلال المذكرات التي شارك في كتابتها مع جوزيف ب. إيجان، ونشرت في أيلول من العام نفسه، و تقول كيمبرلي نيلسن، وهي معلمة في مدرسة كروكيد ريفر الابتدائية في كاسكو، إن طلاب الصف الثالث يشعرون بسعادة غامرة حين يقرأون القصة.
وفي الفيلم عن قصته، حيث حارب الطاقم الحشرات وخاضوا المياه التي يصل ارتفاعها إلى الكتف لتصوير مشاهد القوارب، وتم تصوير بعض المشاهد على جبل كاتادين ونسخة طبق الأصل من قمة الجبل تم بناؤها في استوديو صوتي، مكتملة بأحجار الجرانيت، والرياح والأمطار والبرق، ويقول المخرج أندرو بودهو كيتلينجر إن الفيلم يعتمد على الكتاب، من خلال الاستعانة بمقابلات أخرى ولقطات أرشيفية للتأكيد على أهمية الأسرة والإيمان.
ويقول المخرج إن قصص المغامرات كثيرة، لكن قصة فيندلر تلقى صدى لأنها تتحدث عن أب وابنه يكافحان من أجل التواصل، ويقول كيتلينجر: "كل ما يريده دون هو أن يقول له والده إنه يحبه، لكنه لا يستطيع فعل ذلك لأنه أب تقليدي للغاية، وكل يوم في موقع التصوير، كنت أذكر الناس بأننا نصنع فيلمًا عن ابن يريد فقط عناقًا من والده، هناك أيضًا أصداء لأمريكا ما قبل الحرب اليوم، فثمة انقسامات سياسية، والمجتمع متوتر بعض الشيء، وهذا فيلم يذكر الناس بقوة المجتمع، وقوة الاهتمام بجيرانك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك