بَدا واضحاً رفض الثنائي الشيعي الذهاب الى أي خيار بديل للرئيس المستقيل سعد الحريري، حتى ولو كان شخصاً آخر من آل الحريري يختاره الرئيس المستقيل. وفي هذا السياق، كشفت مصادر معنية مباشرة بحركة الاتصالات انّ الرئيس المستقيل لا يملك، او بالأحرى لم يطرح "اسماً ثقيلاً" كبديل له في تشكيل الحكومة، بل انّ من طرحهم حتى الآن لم يحظوا بالقبول من قبل مفاوضيه. واشارت الى انّ اسم النائب بهية الحريري قد طرح لتشكيل الحكومة الجديدة، على هامش هذه المفاوضات، الّا انه اعتُبَر طرحاً غير جدي.
وقالت المصادر انّ المسلّم به لدى الثنائي الشيعي وحلفائهما "انّ الاولوية تبقى لتشكيل حكومة برئاسة الرئيس الحريري، لرمزيته سياسياً ونيابياً وعلى المستوى السني في هذه المرحلة. أمّا في ما خَصّ ّالشروط التي تطرح، فإنها لا تعجل بالتشكيل، بل يمكن ان تزرع المزيد من العقد في طريق الحلول، إذ انّ لكل طرف شروطه، ما يعني انّ الشروط ستقابلها شروط، وعندما تتلاطَم الشروط وتتصادم ببعضها البعض يصبح المسار أصعب، كما أنّ المشكلة الكبرى تتجلى إذا بدأ أيّ طرف يتعاطى على قاعدة المبالغة في قراءة المشهد الداخلي، فيعتبر انّ ثمة فريقاً قد انتصر، وانّ فريقاً آخر قد هزم، هنا تصبح المسألة أكبر وأعمق.
وتبعاً لذلك، أجملت المصادر نتائج المفاضات الاخيرة بالقول: جَو المفاوضات ودي وصريح، أمّا في موضوع البحث فلا يمكن القول انّ المسألة مقفلة نهائياً، بل انّ الابواب ما زالت مفتوحة، والايام القليلة المقبلة كفيلة بحَمل الجواب، خصوصاً انّ هناك قراراً بالاستمرار في محاولة إقناع الحريري بتحمّل المسؤولية والدخول في شراكة جديدة مع سائر المكونات في محاولة انتشال البلد من قعر الأزمة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك