لم يكن يوم أمس حافلاً بالتصريحات والمواقف والإطلالات التلفزيونيّة فقط، بل أيضاً بالاتصالات البعيدة عن الأضواء.
تواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع حزب الله، قبيل كلمة أمين عام الحزب ما دفع الأخير الى سحب كلامٍ كان سيقوله عن الملف الحكومي. طلب الحريري مهلةً إضافيّة قبل حسم خيار قبول التأليف.
يصرّ حزب الله على الحريري أو من يسمّيه، وليس مستعدّاً بعد لأيّ خيار آخر سيعيد انتاج اصطفاف ٨ و١٤ آذار من جديد، ويضع "المستقبل" والقوات اللبنانيّة والحزب التقدمي الاشتراكي في قاربٍ واحد. ولكنّه يصرّ أيضاً على حكومة تكنو سياسيّة، أي بوزراء اختصاصيّين تختارهم الأحزاب والتيّارات السياسيّة.
كما يبدو الحزب غير مستعجل، وليس في وارد الخضوع لا أمام ضغط الشارع ولا أمام ضغط الوضعين الاقتصادي والمالي. تراهن قيادة حزب الله على دخول الولايات المتحدة الأميركيّة في مرحلة العدّ العكسي للاستحقاق الانتخابي الرئاسي، بدءاً من مطلع العام المقبل، ما سيشكّل فرصة سانحة له لضبط المسار السياسي الداخلي وفق أجندته.
وقد شهدت الساعات الماضية خرقاً إيجابيّاً، من خلال الاجتماع الذي عُقد في بيت الوسط بين الحريري والوزير جبران باسيل، قبل ترؤس الأخير اجتماع تكتل "لبنان القوي". كما سُجّل لقاء مسائيّ بين باسيل ومسؤولين في حزب الله، ثمّ بين الأول ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وتشير المعلومات الى أنّ حظوظ سير الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيّين، من اختيار الأحزاب والكتل، باتت كبيرة، ويرجّح أن تُحسم اليوم، وقد يعلن رئيس الجمهوريّة في الحوار التلفزيوني الذي يجريه هذا المساء عن نيّته الدعوة الى الاستشارات النيابيّة يوم الجمعة.
ومع تكليف الحريري، الذي بات متوقّعاً، ستنطلق مسيرة التأليف التي يفترض ألا تطول، خصوصاً أنّ الاتفاق على شكل الحكومة وتوزيع الحصص فيها سيسبق التكليف، ولن تبقى سوى عمليّة اختيار الأسماء وبعض الحقائب.
يبقى السؤال الذي لا يملك أحدٌ إجابة حاسمة عليه بعد: كيف ستكون ردّة فعل الشارع على الحكومة المقبلة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك