كشف المتخصصون في تكنولوجيا الكمبيوتر وعلماء الأعصاب وعلماء النفس من جامعة جنوب كاليفورنيا نتائج دراسة غريبة، كان هدفها معرفة كيف تؤثر الموسيقى على أدمغة الناس وأجسامهم وعواطفهم.
اشترك في هذه الدراسة الغريبة 40 متطوعا، واختار الباحثون ثلاثة مقاطع موسيقية مدتها بين 168-515 ثانية، من دون نصوص ولم تكن معروفة للمتطوعين. أي لم يكن بإمكان الذاكرة لعب أي دور في استجابتهم لها، مع أن هذه المقطوعات كانت حزينة وسعيدة. وخلال استماع المتطوعين لهذه المقطوعات الموسيقية كان أدمغتهم تخضع للتصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي تجربة ثانية قاس الباحثون الاستجابة الفيزيائية على 60 متطوعا. فخلال سماعهم هذه المقطوعات بواسطة سماعات الأذن، كان الباحثون يتابعون نشاط القلب ومؤشر النشاط الكهربائي للجلد. كما طلب من كل مشارك تقييم عواطفه من استماعه لهذه المقطوعات الموسيقية.
ودرس الباحثون 74 خاصية موسيقية يمكن أن تؤثر في تصورات المتطوعين.
وقد عهد العلماء إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي معالجة البيانات التي حصلوا عليها من هذه التجارب.
وأظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، أن الموسيقى أثرت بصورة ملموسة في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المعلومات التي تصل عبر حاسة السمع. كما أن الدماغ تفاعل مع دقة النبض أو قوة الضربة.
واكتشف الباحثون أن تغير دينامية الإيقاع ونسيج الصوت، وإضافة آلات موسيقية جديدة يسبب رد فعل في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المعلومات المسموعة.
ويشير الباحثون، إلى أن الاستماع إلى ألبوم كامل من الموسيقى الصاخبة لا يعطي رد فعل كبير كما عند سماع أغاني فيها تباينات واضحة.
وإضافة لهذا، لاحظ الباحثون تزايد تفاعل المتطوعين عند ادخال آلة موسيقية جديدة. عموما كلما زاد عدد الآلات الموسيقية كان رد الفعل العاطفي عندهم أكبر. وتغير قوة الصوت والإيقاع يؤثر في نبضات القلب.
ووفقا للباحثين، ستساعد هذه النتائج على اختيار مقطوعات موسيقية تستخدم في علاج حالات مرضية معينة، لذلك سوف تستمر التجارب في هذا المجال للتوصل إلى تحديد دقيق لأنواع الموسيقى التي تؤثر في المزاج، ويمكن استخدامها في علاج الأمراض النفسية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك