لو كنا في دولة ديموقراطية حقيقية لاستقالت الحكومة منذ اليوم الأول للاحتجاجات ولاستقال رئيس الجمهورية بعدما تحولت التظاهرات الى ثورة شعبية تطالبه بالتنحي وتستهدف رمز "العهد القوي" جبران باسيل الذي استحق حصة الأسد من الاستهداف.
لكننا نعيش في لبنان، حيث يمكن للمسؤول اعتبار ثلث اللبنانيين الذين ملأوا الساحات من الشمال الى الجنوب ومن بيروت الى البقاع مجرد "برغش" عابر يمكن ان ترضيه سلة إصلاحات نزل الوحي بها متأخراً على السراي وتعلَّق بها عهد صار غريقاً يتمسّك بقشة أو مريضاً في غرفة الإنعاش.
اقترع الشعب أمس بالحناجر والأقدام. قال لكم ارحلوا. وأسقطكم في استفتاء غير مسبوق أعاد الفرحة الى قلوب أدميتموها بسلوك النهب والاستئثار والفشل في معالجة أبسط أسباب العيش ومقومات الحياة.
نعلم ان ساكن القصر لن يرحل وسيكرّر أخطاء رؤساء موارنة انتهت عهودهم بكوارث وانتفاضات. وندرك ايضاً ان "الثورة المضادة" التي هدد بها الأمين العام لـ"حزب الله" يمكن ان تبدأ بعد استكشاف قدرة الثورة على الصمود وتحقيق الأهداف. لكن لا بدّ من الاشارة الى رسائل خاصة شديدة الأهمية تم توجيهها في أكثر من مكان.
أولاها، رسالة سنيّة استثنائية من عاصمة الشمال (ومعها صيدا) الى رئيس الحكومة السني، بأن الفيحاء تريده مستقيلاً وهي تستعيد ألقها وروح المدينة الحرة والمتنوعة والسمحاء.
ثانيتها، رسالة شيعية مميزة من النبطية (ومعها صور) الى "الثنائي" الذي اعتقد ان تفويضه أبديّ، فأتاه الجواب من الساحات.
ثالثتها، رسالة مسيحية الى الرئيس وصهره من جبل لبنان والشمال وزحلة وبيروت بأن الطائفة التي اعتقدا انهما صادرا قرارها وعرضاه في سوق المحاور الإقليمية والطموحات السلطوية ليست للبيع والشراء. وسيبقى المسيحيون ضمن الخيار الوطني الجامع ولن يكونوا حصان طروادة في خدمة فكرة الأقليات. ومثلما دافعوا دوماً عن السيادة وقاوموا الهيمنة والاحتلال سيدافعون عن حقهم في العيش الكريم وفي الانتفاض على كل ما يدفع ابناءهم الى الهجرة واليأس وسوء الحال.
الثورة في الشارع. ويعود الى ثلاثي السلطة المذكور استخلاص معنى الرسائل الطائفية ان كان لا يريد الإنصات الى طابع الثورة الوطني اللاطائفي العام.
السلطة في مأزق بطبيعة الحال. ولن يكون هناك كلام سياسي قبل انتهاء مهلة الـ 72 ساعة وجلاء صورة الورقة الاصلاحية. بعدها يفترض بالحراك القوي اليوم بغياب قيادات قد تقتتل على الوجاهة والاجتهادات، ان ينتظم ليتقدم بورقة مطلبية أحد ابرز عناوينها التوقف عن دفع أغلى ضريبة يدفعها لبنان وهي ضريبة نقص السيادة وغياب القرار الوطني، في موازاة كل الاصلاحات التي يطلبها اللبنانيون لتأمين عيشهم اليومي واستعادة حقهم في الحياة.
شكراً لشجاعتكم، جيل شابات وشبان يحمل مشعل الحرية والكرامة... هي أيام عصيبة ولحظات تاريخية ولا خيار أمام ثورتكم اليوم الا الثبات في الساحات.
لكننا نعيش في لبنان، حيث يمكن للمسؤول اعتبار ثلث اللبنانيين الذين ملأوا الساحات من الشمال الى الجنوب ومن بيروت الى البقاع مجرد "برغش" عابر يمكن ان ترضيه سلة إصلاحات نزل الوحي بها متأخراً على السراي وتعلَّق بها عهد صار غريقاً يتمسّك بقشة أو مريضاً في غرفة الإنعاش.
اقترع الشعب أمس بالحناجر والأقدام. قال لكم ارحلوا. وأسقطكم في استفتاء غير مسبوق أعاد الفرحة الى قلوب أدميتموها بسلوك النهب والاستئثار والفشل في معالجة أبسط أسباب العيش ومقومات الحياة.
نعلم ان ساكن القصر لن يرحل وسيكرّر أخطاء رؤساء موارنة انتهت عهودهم بكوارث وانتفاضات. وندرك ايضاً ان "الثورة المضادة" التي هدد بها الأمين العام لـ"حزب الله" يمكن ان تبدأ بعد استكشاف قدرة الثورة على الصمود وتحقيق الأهداف. لكن لا بدّ من الاشارة الى رسائل خاصة شديدة الأهمية تم توجيهها في أكثر من مكان.
أولاها، رسالة سنيّة استثنائية من عاصمة الشمال (ومعها صيدا) الى رئيس الحكومة السني، بأن الفيحاء تريده مستقيلاً وهي تستعيد ألقها وروح المدينة الحرة والمتنوعة والسمحاء.
ثانيتها، رسالة شيعية مميزة من النبطية (ومعها صور) الى "الثنائي" الذي اعتقد ان تفويضه أبديّ، فأتاه الجواب من الساحات.
ثالثتها، رسالة مسيحية الى الرئيس وصهره من جبل لبنان والشمال وزحلة وبيروت بأن الطائفة التي اعتقدا انهما صادرا قرارها وعرضاه في سوق المحاور الإقليمية والطموحات السلطوية ليست للبيع والشراء. وسيبقى المسيحيون ضمن الخيار الوطني الجامع ولن يكونوا حصان طروادة في خدمة فكرة الأقليات. ومثلما دافعوا دوماً عن السيادة وقاوموا الهيمنة والاحتلال سيدافعون عن حقهم في العيش الكريم وفي الانتفاض على كل ما يدفع ابناءهم الى الهجرة واليأس وسوء الحال.
الثورة في الشارع. ويعود الى ثلاثي السلطة المذكور استخلاص معنى الرسائل الطائفية ان كان لا يريد الإنصات الى طابع الثورة الوطني اللاطائفي العام.
السلطة في مأزق بطبيعة الحال. ولن يكون هناك كلام سياسي قبل انتهاء مهلة الـ 72 ساعة وجلاء صورة الورقة الاصلاحية. بعدها يفترض بالحراك القوي اليوم بغياب قيادات قد تقتتل على الوجاهة والاجتهادات، ان ينتظم ليتقدم بورقة مطلبية أحد ابرز عناوينها التوقف عن دفع أغلى ضريبة يدفعها لبنان وهي ضريبة نقص السيادة وغياب القرار الوطني، في موازاة كل الاصلاحات التي يطلبها اللبنانيون لتأمين عيشهم اليومي واستعادة حقهم في الحياة.
شكراً لشجاعتكم، جيل شابات وشبان يحمل مشعل الحرية والكرامة... هي أيام عصيبة ولحظات تاريخية ولا خيار أمام ثورتكم اليوم الا الثبات في الساحات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك