لبنان ينتفض... ارحلوا، ارحلوا، ارحلوا، نحن من أتى بكم ونحن من سنزيلكم.
الشارع لنا والحق معنا ولن يعلو على صوتنا صوت التهديد والوعيد، فالشاشات التي تطلون على جمهوركم عبرها فتحت هواها لنا، الشعب فقط.
شعب لبنان انتفض، وقال كلمته: "كلن يعني كلكن".
انتفاضة لا بل ثورة لم يتوقعها أحد. تظاهرات عمّت لبنان، قُطعت الطرقات، شُبكت أيادي المسيحيين بالمسلمين، توحدت المطالب، ووحده العلم اللبناني يرفرف في الساحات.
مشهدية مباغتة. مشهدية شعبية جامعة عابرة للطوائف والأحزاب والانتماءات والألوان والاصطفافات والمناطق، عابرة لـ8 و14 آذار، لم تحسب لها الطبقة السياسية التي لطالما اعتبرت أن شعبها نائم ووحدها أصابعهم هي من تحركه.
راهنتم، وأخطأتم الرهان. قراراتكم هي من حرّكت الشعب، وكسرت حاجز الخوف.
سلطة قالت الكثير الكثير وما عملت إلاّ القليل القليل. عشتم على أنين الشعب ووجعه، دستم على مطالبه، وعدتم "بالتغيير والاصلاح"، أفسدتم الدولة وجنّدتم إداراتها لخدمتكم، وظّفتم حاشيتكم وعيّنتم أزلامكم في المناصب حتى تحكموا قبضتكم وتسرحوا وتمرحوا بلا رقيب أو حسيب. صفقات سمسارات، تسويات تهريب وتهرّب، تستبيحون جيوب الناس الفارغة لسدّ عجز أنتم سببه. خزينة فارغة، قرارت خاطئة، وعينكم على أموال النفط والبترول، انجازات واهمة، واهمة، واهمة...
فقر، بطالة، هجرة، غلاء معيشة، لا إسكان، لا كهرباء، لا مياه، نفايات، حرائق، ضرائب... لا يهم فالليرة اللبنانية ثاتبة.
وتقولون: "هم المعرقلون والمتآمرون وبعملية الاصلاح ومكافحة الفساد ماضون".
اجتماعياً اقتصادياً سياسياً تربوياً بيئياً صحياً مالياً... أزمات تلو الأزمات، وتسألون أين الدولة؟
دولة أشباح!
أنتم الدولة ايها الرؤساء والوزراء والنواب ولبنان انتفض ضدكم، ضد وجودكم، ضد عهدكم...
لبنان انتفض وهذه ليست مؤامرة، هذه ثورة، ثورة الحق على الباطل وأنتم زائلون زائلون زائلون.
ولا زلتم تماطلون وتشترون الوقت. 72 ساعة من الانعاش القسري لن تنعش لا الحكومة ولا التسوية ولا "العهد"، والسلاح لن يرهب الشعب الثائر.
ما عجزتم عن فعله خلال 30 سنة لن تفلحوا ولا حتى تحت ضغط الشارع بإنجازه وما بقي لكم إلا ساعات قليلة. فكفاكم مزايدات بأوراق اقتصادية إصلاحيّة.
لبنان ينتفض ويسأل: أين رئيس الجمهورية الذي سمّى الشعب اللبناني بالعظيم؟ فليخرج من "قصر الشعب" وليرى كم هو عظيم هذا الشعب.
الفراغ ليس الحلّ وإسقاط النظام ليس الحلّ المطلوب معروف معلوم، المطلوب تطبيق النظام والقانون. وهذه طريق الحلّ التي لا بدّ من أن يتبناها المتظاهرون كي تكون انتفاضتهم فاعلة أكثر:
أولاً، اسقاط الحكومة.
ثانياً، تشكيل حكومة تكنوقراط بعيداً عن الأحزاب.
ثالثاً، وضع رؤية اقتصادية والشروع بأسرع وقت بتنفيذها.
رابعاً، الشروع في سياسة مالية صحيحة.
خامساً، إلغاء كل الضرائب التي فرضت.
سادساً، إعادة الأموال المنهوبة وإعطاء لكل صاحب حق حقه.
وبعد تنفيذ ما سبق كلّه يبنى على الشيء مقتضاه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك