عقد في مقر دار الفتوى بطرابلس إجتماع طارىء للبحث في قضية توقيف الشيخ كنعان ناجي في ابي سمراء، مسؤول اللجان الإسلامية في الشمال من قبل أحد الأجهزة الأمنية.
وحضر الإجتماع مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، النائب محمد كبارة، أحمد الصفدي ممثلا الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، النائب السابق خالد ضاهر، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق وأعضاء في المجلس البلدي، امين الفتوى الشيخ محمد إمام، منسق عام تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة، رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ رائد حليحل، والرئيس السابق للهيئة الشيخ سالم الرافعي، الأمين العام ل"حركة التوحيد الاسلامي" الشيخ بلال سعيد شعبان وحشد من رجال الدين وأنصار الشيخ كنعان ناجي ومحاميه حسين موسى.
وعقب الإجتماع أدلى المفتي الشعار بتصريح قال فيه: "إلتقيت بهذا الجمع من الإخوان الأكارم الذين اطلعوني على حادثة ابي سمراء التي إستيقظت على وقائعها صباح اليوم والتي شغلت المدينة بكل فعالياتها السياسية والدينية والمدنية والإجتماعية، ورغب إلي بعض إخواني أن تستوعب دار الفتوى هذا اللقاء وهذا من حقكم وهو من واجبنا، فالحدث ليس إعتياديا وربما الكثير كان على علم بشيىء من الخيوط التي حدثت قبل الآن وأنا واحد من هؤلاء الذين تحدثت مع نخبة من إخواني للتفكير في معالجة الحدث قبل وقوعه".
أضاف: "حدثت خطوات هامة وجيدة وتحققت إتصالات متعددة بجهات متعددة وأنا واحد من المتفائلين ان القضية ليست معقدة، فضلا عن أنها ليس لها علاقة البتة بما حدث ليلة عيد الفطر المبارك، طبعا لم أفاجأ بهذا، أنا أعرف الشيخ كنعان من الستينات وليس من الآن والسبعينات وأعلم دوره وأعرف عقله، الذي حدث ستتم معالجته بإذن الله بالطرق القانونية الهادئة والهادفة وأنا تمنيت على الأخ الكريم معالي الوزير كبارة الحضور الذي إعتاد على تحمل قضايا ابناء بلده وأن يشد الرحال إلى بيروت وإلى الجهات المعنية وربما صحبته في بعضها، وقد طلب إلي بعض الإخوان ان عائلة الشيخ كنعان أو محبيه تمنوا على فضيلة الأخ الكريم الشيخ رائد حليحل ان يتحدث بإسمهم، طبعا المنبر مفتوح ونحن مستعدون لكن انا اتحدث بمسؤولية كاملة لا اريد اي خروج عن أساس القضية، ولا اريد إستخدام اي عبارة يمكن ان تسيء إلى قضيتنا".
وتابع :" نحن قوم تربينا على الإسلام ونعرف المناقبية ونعرف الطرق القانونية والوسائل التي ينبغي ان نسلكها حتى نحقق مرادنا، وفقنا الله تعالى مرارا لإنقاذ بعضا من إخواننا الذين اوقفوا وللأسف دون مبرر، ربما الموضوع اخذ وقتا، لكن لله الحمد جنبناهم كل ما له علاقة بأي جرح او إمتهان، نحن وإياكم اخواني نحمل قضية هامة لرجل عزيز علينا وأخ فينا،آمل ان نوفق بخطوات مباركة وآمل ان تكون سريعة جدا بمعية معالي الوزير كبارة بعد معية الله تعالى".
وقال:"آمل ان لا نخرج عن الإنتظام العام أبدا، فالذي يعتقد ان القضية تنتهي بخطاب او فقط بإتصال هاتفي، فلا اعتقد ان الموضوع سهل إلى هذه الدرجة.أنا لا اريد ان افصل ماذا فعلت اليوم ولكن انا إتصلت بمفوض الحكومة، عندما كنا مع معالي الوزير كبارة عند الشيخ سعد الحريري وكان موجود هناك القاضي الذي ينظر في هكذا قضايا وابلغني حينها انه لم يصله اي ملف بهذا الشأن حتى الآن، وقلت له ان فلانا هو محط ثقتي الكاملة ومعرفتي وانا اعرفه منذ خمسين سنة، وتم الإتصال بأكثر من وزير، وهذا الكلام اقوله لكم حتى لا تستعجلوا الأمور ولا تندفعوا إلى درجة اكثر من الممكن، انا لا اعتقد ان الموضوع معقد. كما قلت سنتحدث مع المحامي في بعض الخطوات التي طلبت منا وبإذن الله نهنئكم جميعا بعودته وانتم تهنؤوننا بعودته إلينا بإذن الله، فكونوا على إطمئنان بأن القضية ليست متروكة والإتصالات الكاملة مع القضاة الذين سينظرون في هذا الأمر ثلاث قضاة وقد تحدثنا معهم وبعضهم لم تكن لدينا معرفة بيني وبينهم وما نقوم به هو امر طبيعي مع إبن بلدي وإنتصارا للحق ولكن الرفق مطلوب وحسن إختيار العبارة مطلوب واعتقد ان الظلم لن يقع عليه بإذن الله".
وتحدث الشيخ رائد حليحل فقال: "ان الهدف الواحد والمعلن من هذا اللقاء المسارعة بالإفراج عن أخينا فضيلة الشيخ كنعان ناجي، والحقيقة انه لا بد ان تكون الصورة واضحة لأنه قد يكون الأمر خافيا على البعض وللأسف يقع الآن في ضوء ما يتسرب في بعض وسائل الإعلام معلومات ليست صحيحةولا نبيلة ولا جيدة ولا تخدم هذه القضية لا شخص الشيخ كنعان ولا تخدم حقيقة الواقع.
وتابع:"الشيخ كنعان كما قال صاحب السماحة معروف عقله ونهجه وتاريخة وهو رمز من رموز ساحتنا السنة على مستوى لبنان وتحديدا في طرابلس وله تاريخ عريق ومعروف ونقوله بكل صراحة ايام جولات المعارك التي كانت تجري في البلد كان كلام الشيخ كنعان واضحا وصريحا هو ضد المعارك العبثية وضد هدر هذه الطاقات، وضد أي شكل من اشكال التصويب على الأجهزة الأمنية وكان كلامه في المجالس الخاصة والعامة يا ابنائي ركزوا على هذا المعنى. وعندما حدثت الحادثة الأليمة ليلة عيد الفطر فإن اول الذين إستنكروها الشيخ كنعان وهو يعلم وكلنا يعلم انه من أوائل الذين إعترضوا على داعش وفكرها، وعلى الغلو والتشدد واللامبالاة والتهور والأعمال الصبيانية التي لا تلتزم الشرع ولا تخدم قضية".
وقال: "هذا الكلام كان فضيلة الشيخ حفظه الله وفرج كربة كان يقوله بصراحة وأول ما أشيعت القضية عن توقيفه او ملاحقته قضائيا قال انا لست فارا من العدالة انا جالس في بيتي وعندي ظرف معين، كلنا يعلمه فالشيخ عليه مذكرات من خلفيات سابقة وكلنا يعرف ظروف البلد يومها واوضاعه واوضاع الشيخ كنعان تحديدا وحتى يومها لم يكن طائشا بل كان صمام امان، ولكن للأسف ظروف البلد انتجت على ان يكون على السطح الواحد صيف وشتاء وهذا الذي لمسناه على الشيخ كنعان تحديدا".
وتابع: "المهم ان هذه المذكرات القديمة هو الذي قال بكل صراحة انا لا يمكنني ان احضر لأن عادة الحضور ستضرب على الفيش كالمعتاد وان يتم توقيفي مجددا، وبقضية المبسوط فإنني واثق تماما ومطمئت واقولها بصراحة لا صلة لي به ولا بأفعاله وأستنكرها جملة وتفصيلا، وقد تمنينا على المرجعيات حقيقة خلال الأيام العشرة الأخيرة ان تسارع لحل هذا الملف حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه واليوم فإن ظروف توقيفه صباحا لم تكن لائقة لا بحق البلد ولا بحق رجل بقامته وسنه ومقامه ومنزلته بين أهله وإخوانه، الرجل قريب من السبعين، ليس رجلا شابا طائشا، الرجل في بيته مسالما وهادئا وعبر المحامي قال له انا مستعد ان اعقد جلسة ابين ما عندي من معلومات ولا علاقة لي بالأفعال وكان الأولى بالجهات السياسية ان تتلقف هذه الروح الإيجابية من الشيخ كنعان وان تعقد جلسة بعيدا عن الإعلام حتى يستفاد من إكمال التحقيق في القضية ونضع الحق في نصابه وتنتهي القضية ولكن للأسف القضية لم تعالج على هذا الشكل".
وقال: "سمعنا صاحب السماحة وانا اريد ان امتثل خطتك في هذا الموضوع بالهدوء والأناة والموضوعية لكن لا بد ان نقولها كلمة بحرقة كلنا شاهدنا ان ساحتنا تتعرض للاستهداف واليوم نقولها بصراحة ساحتنا تتعرض للإستحقار ليس هناك احترام لساحتنا ولرموزها ولا لشخصياتها، واريد ان اقول ان من وقف وراء هذا الإعتقال يريد ان يصادر العقل يفسح بالمجال امام المتهورين، ولكن الشيخ كانت كلمته واضحة وقال انا لو إعتقلت لن اسمح لأحد بأن ينزل إلى الشارع، نحن لن ننزل إلى الشارع اولا لأننا لسنا ابناء الشارع ونكن إحتراما لرعبة الشيخ ولكن لا يمكن ان نتركه ونحن نعلم انه مظلوم وهذا الملف لا علاقة له به لا من ريب ولا من بعيد".
أضاف:"نتمنى منكم صاحب السماحة ان يكون لك دور قوي وواضح ومعلن وصريح وان يكون هناك حقيقة إستنفار في هذه الأيام لاسيما للشخصيات السياسية الكريمة في البلد التي تعرف اناته وعقله ووعيه وان لا تسمح بهذا الإستهداف ولا بإستمراره، ويقال بأن التحقيق سيكون غدا ،ومجرد ان يؤخذ اليوم بهذا الشكل وبهذه الطريقة واول ليلة يبيت في غير بيته أخشى ان تكون رسالة منا سلبية لهؤلاء ان يأخذوا راحتهم وقد ينام غدا وبعد غد وبعده ،مثل الشيخ كنعان لا يجب ان يبقى عندهم ابدا لأن مثله يجب ان يحترم، كان ممكن ان تعقد جلسة وبعض الناس يوضحون انه كان بإمكان المحقق العسكري ان يحضر ويطرح اسئلته وينتهي الموضوع هنا دون ان يتم توقيف الشيخ كنعان، واخشى ما اخشاه ان يكون لهذا التوقيف في 8 تشرين الأول مفعول رجعي لأحداث 7 ايار ليحاسب ويعاقب على موقفه السابق لنصرته لساحته واقول يومها انه لم يكن متهورا بل كان عاقلا وصريحا وسمعناها منه مرارا وسمعت من صاحب السماحة كلاما انه كان في بيته، فلماذا يستهدف، والخوف كل الخوف ان يكون الشيخ كنعان ستارا للوصول إلى آخرين.واقولها بصراحة اننا رأينا قضايا مماثلة ولم يتعامل معها القضاء بنزاهة، ونحن نعرف الفبركات، واتوجه بخطاب إلى دولة الرئيس الحريري وهو الرئيس التنفيذي وهو "بي السنة" كما يقولون، بأن الشيخ كنعان وقف معك يوم محنتك وقفة رجل فلتقف اليوم معه ليعود سالما آمنا إلينا ولأهله ولا نسمح لا بإستهدافه ولا إستهداف غيره".
وقال كبارة" "الكلام الذي قاله سماحة المفتي شامل وكامل ومعبر والشيخ رائد تحدث أيضا بكلام معبر وقد عودنا سماحة المفتي في الأمور الصعبة عندما يقع اي ظلم على اي شخص يلجأ إليه وهناك سوابق كثيرة تشبه حادثة الشيخ كنعان، وقد إلتقينا مع سماحة المفتي وتابعنا الموضوع في بيروت وهو يتطلب متابعة أيضا وقبل أن آتي إلى هنا إلتقيت مع المحامي الذي كان في بيروت يتابع قضية الشيخ كنعان والذي حضر جلسة الإستجواب التي تمت اليوم وبالتأكيد هذا الموضوع سنتابعه مع سماحة المفتي وكل المعنيين ومع المحامي مباشرة وبإذن الله الحق يأخذ مجراه، وأكيد لا أحد يقبل بالظلم، والأمر الذي نتمناه جميعا وبرعاية هذا البيت الكريم أن شاء الله نتوصل أن يكون الشيخ كنعان بيننا بعقله وفهمه ومزاياه وكلنا يعرف احاديث الشيخ كنعان ولياقته ومحبته للبلد ولطرابلس ونتمنى ان نراه قريبا".
وقال المحامي حسين موسى: "المحكمة العسكرية تخلي سبيل الموقوفين وتستأنف هذه الإخلاءات النيابة العامة العسكرية وتفسخ هذه القرارات في محكمة التمييز العسكري فلا بد من معالجو لهذه الملفات .فالشيخ ناجي اوقف بطريقة لا تليق بالمشايخ إلآ انه أوقف فلا بد من معالجة الأمور في اسرع وقت ممكن، عليه حوالي 4 ملفات منها احكام غيابية ومنها مذكرات توقيف،واليوم حصل إستجواب الشيخ كنعان عند قاضي التحقيق العسكري وغدا سيستكمل الإستجواب، وليس صحيحا ما اشيع في الإعلام انه تم تسطير مذكرة توقيف للشيخ إنما أرجئت الجلسة لمتابعة الإستجواب وليس هناك مذكرة توقيف وللقاضي مهلة 48 ساعة بأن يحتفظ بمن يريد متابعة التحقيق معه وتمدد مهلة إضافية مماثلة إذا ما إستدعى ذلك وليصار بعدها إما إصدار مذكرة توقيف او ترك الموقوف او إخلاء سبيله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك