إفتتح وزير الصحة العامة جميل جبق الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الدولي للجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للعلوم العصبية والاتحاد العربي لأطباء الأعصاب ونقابتي الأطباء في بيروت والشمال، في حضور نقيب الأطباء في بيروت البروفسور شرف أبو شرف ونقيب الأطباء في الشمال الدكتور سليم أبي صالح، ممثل الفديرالية العالمية لطب الأعصاب البروفسور رياض قويدر، رئيس اتحاد جمعيات الأعصاب العربية البروفسور محمد شهاب، ممثلة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الطبيبة ريما أبي حيدر وعدد من الأطباء اللبنانيين والعرب والأجانب. وهدفت الدورة إلى تفعيل التثقيف الطبي المستمر ونشره وتبادل الخبرات العلمية بين الأطباء.
وتخلل المؤتمر تكريم طبيبين لبنانيين هما البروفسور جان ربيز الأستاذ في علم الأعصاب والباتولوجي للجهاز العصبي في الجامعة الأميركية في بيروت وأول من وصف مرض Corticobasal Degeneration التنكس القشري القاعدي خلال وجوده في الولايات المتحدة العام 1966 وأول مؤسس لمختبر التشريح المرضي في الجامعة الأميركية العام 1969، والنقيب الأسبق لأطباء لبنان الدكتور منير رحمة.
وأكد جبق في الكلمة التي ألقاها "أهمية انعقاد المؤتمر في بلد يعاني شتى أنواع الضغوطات والآفات". ولفت إلى أن "أمراض الدماغ والأعصاب لا تطال فقط المريض بل تطال عائلته وتضع كل أفرادها في تحد كبير لتحديد الحال ومعالجتها ومواكبة تطوراتها وتأمين الموارد اللازمة لها من علاج ودواء ورعاية وتأقلم. وهذا يجعل أمراض الدماغ والأعصاب بحاجة إلى دائرة دعم طبي وصحي واجتماعي للمريض وللعائلة بهدف تحسين نوعية حياتهم".
وشدد على النقاط التالية:
"- أهمية التثقيف المستمر لأصحاب الإختصاص ومقدمي الخدمة كونه الدعامة الأساس لتحسين الأداء الطبي ومواكبة المستجدات.
- دور المراكز الطبية والجمعيات المختصة لإحاطة المرضى وعائلاتهم.
- أهمية الموافقة المستنيرة للمريض والعائلة من خلال تزويدهم بكافة المعلومات اللازمة عن المرض وطريقة علاجه والمضاعفات.
- المحافظة على ما يتمتع به بلدنا من التزام بالآداب الطبية والتوعية الطبية على حد سواء".
ورأى أن "مهمة الأطباء في هذا المجال صعبة ومعقدة وتتناول شعبا بكامله يعيش إحباطات وأزمات وتراكمات". وأكد أن "وزارة الصحة العامة تواكب هذه المساعي والجهود من خلال تعزيز برنامج الصحة النفسية في الوزارة والخدمات الصحية المتعلقة بالأمراض النفسية وإدماجها ضمن الرعاية الصحية الأولية لتمتد تلك الرعاية إلى المستوى الثاني والثالث من العناية سواء من خلال الإستشفاء وإعادة التأهيل أو من خلال تأمين الأدوية للأمراض العصبية والنفسية". ولفت إلى ان "وزارة الصحة العامة وبالتعاون مع المجتمع المدني قامت أيضا بتعزيز المراكز الصحية ضمن الشبكة الوطنية للرعاية الصحية الأولية لتشكل رزمة الصحة النفسية جزءا هاما من الرزمة المتكاملة للخدمات الصحية الأساسية التي تقدمها هذه المراكز، بحيث تضمن إحاطة المريض النفسي وعائلته وتحسين نوعية حياتهم".
وأشار إلى أن "أمراض الجهاز العصبي تنعكس على المريض وعائلته بشكل كبير لأن المريض يصبح عاجزا عن القيام بواجباته اليومية مما يجعله بحاجة إلى رعاية خاصة". وأعلن أن "وزارة الصحة العامة بصدد إنشاء مراكز ومستشفيات درجة ثانية تهتم بحالات الأمراض العصبية".
وختم وزير الصحة كلمته متمنيا أن "ينتج عن المؤتمر مقررات تسهم في تخفيف الأعباء عن الأفراد والمجتمعات"، واعدا بـ"بذل كل الجهود والإمكانات المتاحة لتحقيق ما ينتج من مقررات".
وكان المؤتمر استهل بكلمة ترحيب ألقاها نائب رئيس الهيئة الإدارية للجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب الدكتور محمد الدسوقي، ثم أعلن رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب الدكتور كامل عزالدين أن الاتحاد العربي لطب الأعصاب وافق على عقد اللقاء الأول لدول الشام وبلاد الرافدين (لبنان - سوريا - العراق - الأردن - فلسطين) في العام المقبل في بيروت، واعدا بدعوة نخبة من المحاضرين العرب والعالميين لضمان نجاح هذا اللقاء.
وفي كلمته أعرب أبو شرف عن فخره بالمؤتمر "الذي يجمع نخبة من أصحاب الاختصاص لتقديم أفضل الخدمات الطبية بالرغم من الإجحافات التي تلحق بالجسم الطبي إن من جهة التعرفة المتدنية لأتعاب الأطباء أو اقتطاع نسبة معينة منها من بعض المؤسسات الضامنة والاستشفائية أو عدم إمكان وضع جدول أعمال طبي موحد يكون منصفا لكا الاختصاصات". وأعلن أن "النقابة تعمل على ربط التعرفة الطبية بمؤشر الغلاء الرسمي وزيادتها سريعا بما يتناسب ومعدلات الغلاء لأن الواقع الاقتصادي والمعيشي لم يعد يسمح بأي شكل من الأشكال بإبقاء الأمور على حالها في هذا المجال".
وتحدث عن "تقدم في مجال التوصل إلى توحيد التعرفة الطبية واستكمال جدول الأعمال الطبية من خلال إدخال كل الاختصاصات بما فيها الأشعة والطب النووي والمختبر وعلم الأنسجة". ولفت إلى أن "العمل مستمر للتوصل إلى حل مشرف لمطالبات الضمان الإجتماعي بموضوع الاشتراكات والغرامات وزيادات التأخير إضافة إلى معالجة مواضيع الحسومات غير المبررة وتحديد مهل لتسديد الأتعاب خلال ثلاثة أشهر تطبيقا للقانون لا سنتين كما هو واقع الحال ولصق الطابع الإستشفائي على الفواتي الاستشفائية وتطبيق القوانين عبر اللجان الطبية فضلا عن إيجاد صيغة لتغطية الطبيب المتقاعد في الضمان الصحي الإجتماعي".
وتعهد أبو شرف بـ"العمل على تحقيق إدخال تعديلات قانونية تسمح بإجراء انتخابات نقابية مرة كل ثلاث سنوات مع لائحة وبرامج محاسبة في نهايتها". ووعد ب"العمل على إقرار التشريعات التي تؤدي إلى حماية الطبيب وحصانته القانونية أثناء ممارسته عمله وحل الإشكالات التي ترافق فصل الأتعاب ومشروع قانون الهيئة اللبنانية العليا للطب والتخصص مع شروط فتح كليات طب جديدة". ولفت إلى "ضرورة إعادة الاعتبار إلى لجنة التحقيقات النقابية وضمان حياديتها، وقد أصبح الرئيس الأول غالب غانم رئيسا للدائرة القانونية يعاونه لفيف من المحامين لتنظيم الشؤون القانونية والقضائية".
وأوضح أنه "يسعى إلى تأمين تمويل إضافي لصندوق التقاعد وصولا إلى زيادة الراتب التقاعدي تدريجا بما يتناسب مع غلاء المعيشة على أن يتم رفعه قريبا إلى مليون و300 ألف ليرة بعد دراسة إكتوارية تم تقديمها مجانا للنقابة".
بدوره لفت أبي صالح إلى أن "انعقاد المؤتمر دليل إلى التشبث بمسيرة التثقيف الطبي وتطوير القدرات المحلية للمحافظة على المستويات العالمية وليبقى لبنان كما كان دائما جامعة الشرق ومستشفى الشرق". ودعا زملاءه الأطباء إلى "مراعاة القواعد القانونية والأدبية في ممارسة المهنة ووسائل الإعلام إلى التعاطي بموضوعية وبمنهجية علمية ضمن قواعد القانون والأخلاق في التعاطي مع القضايا ذات الطابع الطبي".
وعرض المشاكل التي تعاني منها مهنة الطب، معتبرا أن "إيجاد حلول لها يتم عبر تطبيق القانون بحذافيره وبتجرد من دون تمييز بين طبيب وآخر وخصوصا في الأمور القضائية والأخلاقية والمالية".
وأيد "ربط بدلات أتعاب الأطباء بمؤشر الغلاء، وإيجاد الإطار القانوني الصحيح لمعالجة المشاكل بين المرضى وأطبائهم بعيدا من الضغط الإعلامي وحماية رؤساء وأعضاء اللجان الطبية من ضغوطات بعض أصحاب المؤسسات الاستشفائية بحيث يتحمل مجلس النقابة والنقيب عبء المواجهة إذا كان لا بد منها". ولفت إلى "أهمية العمل بشكل مستمر على توحيد الرؤى والجهود بين نقابتي أطباء لبنان في طرابلس وبيروت".
أما قويدر فذكر بانعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للاتحاد العالمي لطب الأعصاب بين السابع والعشرين والحادي والثلاثين من الجاري في دبي، للمرة الثانية في بلد عربي بعد مراكش، مشيرا إلى أهمية المشاركة في هذا المؤتمر الذي سيبحث في إعطاء منح للأطباء الشباب للمشاركة في المؤتمرات العالمية.
ولاحظ شهاب أهمية المؤتمر المنعقد في بيروت "لكونه يتضمن مجموعة من المحاضرات وورش العمل والتدريب الذي سيقوم به متحدثون أجانب وعرب يؤمنون تبادل الخبرات وأحدث ما توصل إليه العلم في مجال طب الأعصاب بهدف خدمة المرضى والتخفيف من معاناتهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك