ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بصدد إقتراح فكرة جديدة لإحياء خطة السلام في سوريا، هي عبارة عن خريطة طريق لانتقال سياسي يتم التفاوض عليه من خلال "مجموعة إتصال" تشمل عدة دول بينها روسيا وإيران.
وقال كاتب المقال ديفيد إغناطيوس في الـ"واشنطن بوست" إن دبلوماسياً على إطلاع على مهام بعثة الأمم المتحدة تحدث عن الفكرة الجديدة الثلاثاء، مشيراً إلى أنه من المتوقع تقديم الإقتراح أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل، في ظلّ تعثر خطة المبعوث الدولي السابقة.
وقال إن "المثير" بفكرة أنان الجديدة هو إعطاء روسيا وإيران المؤيدتين للنظام السوري بعض الحوافز لإزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة، وبعض القوة لحماية مصالحهما في حقبة ما بعد الأسد، غير أنها قد تثير جدلاً لدى السعودية وإسرائيل اللتين قد تتساءلان عن منح طهران حصة دبلوماسية.
وأضاف أن أنان يفكر بالخطة الجديدة لأنه "لم ينجح أي شيء آخر"، فالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لا يريدون التدخل العسكري، خشية عواقب غير محسوبة، كما أن الغرب يريد أن تتوسط روسيا الحل، غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرى أي منافع واقعية تشجعه على تبني النهج الغربي.
وبحسب خطة أنان، ستضم مجموعة الإتصال الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) إضافة إلى السعودية وربما قطر لتمثيل جامعة الدول العربية وتركيا وإيران، وذلك لجمع كافة الدول التي تملك أكبر تأثير على الوضع.
وستصيغ المجموعة خطة إنتقال سياسي وتنقلها إلى الأسد والمعارضة السورية، حيث تدعو الخطة إلى إنتخابات رئاسية لاختيار خليفة للأسد، وانتخابات برلمانية وصياغة دستور جديد، وذلك كله ضمن مهلة زمنية محددة.
وقال الكاتب إن الأسد قد يغادر إلى روسيا التي يقال إنها عرضت عليه ذلك، وسط شائعات بأنه نقل بالفعل 6 مليارات دولار من الإحتياطات السورية إلى موسكو، كما أنه أشيع أن إيران أيضاً عرضت إستضافة الأسد وعائلته.
ولاحتواء إراقة الدماء التي قد تلي الإطاحة بالأسد، يقال إن أنان سيقدم خطة مفصّلة لإصلاح القوات الأمنية، تماماً مثلما حدث في أوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية.
ولم يتوضح بعد الردّ الروسي والإيراني على خطة أنان.
وقال الكاتب إن تصريحات موسكو في الآونة الأخيرة أشارت إلى أنها ليست متشبثة بنظام الأسد، ولكنها لم تفعل شيئاً لإزاحته، أما بالنسبة لإيران فألمحت عبر عدة قنوات إلى أنه كجزء من أي تسوية دبلوماسية لملفها النووي، يجب إجراء عملية موازية حول قضايا المنطقة، وهو ما ستقاربه مجموعة الإتصال التي يعتزم أنان تشكيلها.
وحذّر صاحب المقال من أنه إذا ما فشلت فكرة أنان الخاصة بمجموعة الإتصال، فلن يكون هناك أية خيارات واضحة سوى اندلاع حرب أهلية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك