الفضل في تمكّن الخضار والفاكهة من محاربة الالتهاب، والتوتر، والمشكلات الصحّية كالسكّري وأمراض القلب والسرطان يرجع غالباً إلى الأصباغ النباتية الموجودة فيها، كمادة «بيتا - كاروتين» في المنتجات البرتقالية اللون. لكن هل سبق أن سمعتم بالـ«Quercetin»؟
الـ«Quercetin» عبارة عن مادة تنتمي إلى عائلة «فلافونويد» موجودة في أنواع عدة من الفاكهة والخضار، وُصفت بقدرتها على تعزيز صحّة القلب والأوعية الدموية وحتى احتمال خفصها لخطر السرطان. ليس من المُفاجئ إذاً أنّ بعض الأشخاص يستهلكونها على شكل مكمّلات. لكن ما هي تحديداً وهل يجب فعلاً تناولها على شكل أقراص لبلوغ فوائدها الواعدة؟
إستناداً إلى إختصاصية التغذية، ياسي أنساري، من كاليفورنيا فإنّ مادة الـ«Quercetin» تُعرف بفوائدها الصحّية المضادة للأكسدة وللإلتهاب. إنها متوافرة في المنتجات الطبيعية كالتفاح، والبصل، والفاكهة الحمضية، والورقيات الخضراء كالـ«Kale»، وأيضاً الشاي الأخضر والأسود. فضلاً عن تواجدها على شكل مكمّلات. وفي ما يلي أهمّ الفوائد الصحّية المحتملة التي كشفتها الأبحاث العلمية حتى الآن:
الالتهاب
وجدت الدراسات، التي أُجريت غالبيتها على الحيوانات وفي المختبرات، أنّ الـ«Quercetin» تملك آثاراً حامية للدماغ وأيضاً مضادة للكآبة، كما أنها قد تخفّض الالتهاب والإجهاد التأكسدي الذي من خلاله تسبب الجذور الحرّة دماراً للخلايا.
أمراض القلب
توصلت مجموعة أبحاث إلى أنّ الـ«Quercetin» قد تحمي من تراكم الترسبات في الشرايين، وتخفّض مستويات الكولسترول السيّئ (LDL)، وبالتالي تتصدّى لأمراض القلب والضغط المرتفع.
الحساسيات
أظهرت الـ«Quercetin» بعض الأمل في تهدئة الحساسيات بما أنها تعمل على استقرار الخلايا البدينة التي تفرز مُركّب الهيستامين المسؤول عن ظهور أعراض مثل الحساسية الموسمية. ما يعني أنّ الجرعات المرتفعة من الـ«Quercetin» قد تساعد فعلاً على تقليص الحساسية الموسمية وأعراض حساسية الأنف.
السرطان
يبدو أنّ الـ«Quercetin» قد تساهم في خفض تشكل خلايا سرطان الكبد وكميات من أورام القولون والمستقيم. لكن على رغم ذلك، هناك عدد قليل من الدراسات السريرية واسعة النطاق أُجريت على الناس، وتلك الموجودة قد أظهرت آثاراً متباينة للـ«Quercetin». ناهيك عن أنّ هذه المادة قد تتفاعل مع بعض أدوية العلاج الكيماوي بسبب خصائصها المضادة للأكسدة. وصحيح أنّ هناك بعض المستوى في خفض احتمال السرطان، لكنّ لا دليل على أنه نشاط الـ«Quercetin» بمفرده مقابل مزيج من مجموعة مضادات أكسدة توفر المنافع الصحّية.
كيف يمكن استهلاكها؟
يجد الجسم صعوبة في امتصاص الـ«Quercetin» بشكل صحيح، ما يعني أنّ تناولها على شكل مكمّلات، التي تحتوي على جرعات مركّزة منها، سيكون جيداً عند الرغبة في زيادة جرعتها. لكنّ بعض الأبحاث وجد أنّ الـ«Quercetin» في المأكولات الكاملة تكون مُتاحة أكثر للجسم مقارنةً بالمتمّمات. اقترحت مجموعة دراسات أنّ هذه المادة تُمتصّ بشكل أكبر من البصل مقارنةً بالتفاح، على سبيل المِثال، وأنّ تناولها جنباً إلى دهون صديقة للقلب قد يحسّن أيضاً الامتصاص.
بالتأكيد فإنّ الأبحاث لم تُشر كلّها إلى ذلك، وبالتالي المطلوب إجراء مزيد من الدراسات على البشر لفهم عملية الامتصاص من المكملات والمأكولات. وإلى حين ذلك، أوصت أنساري بتفضيل الشقّ الغذائي.
هل يجب الحصول على مكمّلاتها؟
حتى هذه اللحظة، لم تحدّد إدارة الغذاء والدواء الأميركية توصيات معيّنة لجرعة الـ«Quercetin» اليومية. لكن إذا رغبتم بتناولها، فقد وجدت الأبحاث العامّة أنّ الحصول على أقلّ من 1000 ملغ يومياً يبدو آمناً. ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ هذه المادة تؤثر في الأشخاص بشكل مختلف، لذلك يجب الحذر من الجوانب السلبية المحتملة لمكمّل الـ«Quercetin» على الجسم، خصوصاً في حال أخذه لمدّة طويلة وبجرعات مرتفعة.
ومن أبرز انعكاسات الـ«Quercetin» السلبية: تفاعلات سلبية مع بعض العقاقير مثل مُسيّلات الدم، وأدوية العلاج الكيماوي، والمضادات الحيوية، والكورتيزون. جنباً إلى احتمال إلحاق الضرر بالكِلى، والتسبّب بأوجاع الرأس، وآلام المعدة، والحرقة أو ارتجاع المريء.
إذا قرّرتم أخذ مكمّلات غذائية، استشيروا دائماً طبيبكم أو ناقشوا ذلك مع خبيرة التغذية، خصوصاً في حال الحمل أو تناول أدوية معيّنة.
باختصار، لا شككّ في أنّ الـ«Quercetin» تملك خصائص صحّية، تماماً مثل الأنواع الأخرى من الفلافونويد ومضادات الأكسدة. لكن حتى الآن، يُنصح باستمدادها من الغذاء وليس من المكمّلات تفادياً لأيّ آثار سلبية مُحتملة. وفي هذا السياق، أوصت ياسي أنساري بالحصول عليها من الغذاء الغنيّ بالفاكهة، والخضار، والأعشاب، جنباً إلى الدهون الصحّية للقلب واللحوم المنزوعة الدهون لتعزيز امتصاصها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك