زار وفد من جامعة الحكمة برئاسة الخوري خليل شلفون، ضم أعضاء مجلس الجامعة وأفراد الهيئتين التعليمية والإدارية، رئيس أساقفة بيروت ولي الجامعة المطران بولس مطر لتقديم التهنئة بالإعياد المباركة، ميلاد يسوع المسيح ورأس السنة الجديدة والغطاس.
وقال المطران مطر "إنّ جامعة الحكمة بالنسبة لي هي زهرة مؤسساتنا في الأبرشية. هي مساحة لتلاقي الجميع حول الفكر الذي يستقي من الإيمان والذي يكشف الحقائق بأنواعها، الإنسانية أو الطبيعية وحتى الحقائق الإلهية لنطور معرفتنا. فتطوير المعرفة لدى الإنسان هو تقوية لحريته ووجوده. جامعتنا باتت تضم كليات متعددة ولكنها مترابطة، أيضا، للسعي من أجل الحقيقة الكاملة. ونتمنى أن هذه الحقيقة تعاش. ونحن جامعة لديها مسؤولية، لأنها تنطلق من أبرشية، من كنيسة ملتزمة، ملتزمة الناس والأرض والواقع وملتزمة الأمور الراعوية. في جامعتنا كلية للتعليم الديني والعلوم الكنسية. إنها أمور أضعها في قلبي وأصلي لنساهم كلنا، مساهمة فعالة في سبيل رفع شأن الجامعة ورفع شأن وطننا بنوع خاص".
وتابع: "المثلث الرحمة المطران يوسف الدبس الذي أسس الحكمة عام 1875 ووضع المدماك الأول لجامعة الحكمة من خلال المعهد العالي لتدريس الحقوق، قال: أردت الحكمة من أجل خير الأمصار الشرقية. كانت لديه رؤية كبيرة. كان يساهم في جلب الحداثة إلى هذه المنطقة. فكر جديد وغير تقليدي. كان يقال أن معلمي الفلسفة هم الشارحون لإرسطو، فيعتبرون أرسطو قمة الفكر. في الجامعة هناك الجديد وهناك القديم. وكما قال الأب الرئيس، الجامعة تولد دائما من رحم الفكر والأحداث. مار بولس شفيع جامعتنا، تحدث عن الإنسان الباطن فينا الذي يتجدد. الجامعة بحاجة إلى تقاليد جامعية وفكرية وكتابية. جميل أن تحافظ الجامعة على التقاليد، وفي الوقت ذاته الإنفتاح نحو الجديد".
وأكد "أننا في جامعة الحكمة سنخطو خطوة جديدة لتشجيع المعلمين والمعلمات على التأليف. هناك أراء كثيرة حول الوطن ولكن الذين يكتبون هذه الأراء هم قلة. الكتابة تفيد الآخرين للإستفادة منها. نحن علينا في لبنان محاربة ومواجهة قلة القراءة وقلة الكتابة. علينا أن نعود إلى الكتابة والفكر، لأن لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى، هو دماغ الشرق. خبرتنا التي نعيشها بالعيش المشترك والتحدي الفكري لدى المسيحيين أو المسلمين. لبنان هو مساحة التلاقي والتحدي المستمر. في بلدان أخرى يمكن أن يكون من غير المسموح للفكر أن يغوص في الأمور. العالم العربي لم يمر بما يسمى عصر الأنوار. ما زال ما قبل عصر الأنوار. نحن مررنا في عصر الأنوار واستفدنا منه، يمكن أن نكون تعثرنا بعض الشيء ولكننا نشعر أن لدينا مسؤولية لنكون قادة في الفكر الإنساني، ليس فقط للبنان، بل للمنطقة بأسرها. وكم أتمنى أن نقطع حدود الوطن بفكرنا ، كما فعل جبران خليل جبران، ابن الحكمة. لدينا دور في الجامعة أن نعود طلابنا، لا على البحث والمراجعات، بل أن يفكروا".
وختم: "نشكر الأب الرئيس ونائبيه والعمداء والأساتذة والإداريين والأهل والطلاب، لأننا عائلة واحدة وفي الوقت نفسه موحدة بالمحبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك