انطلقت في بغداد أول قمة عربية تعقد في العاصمة العراقية منذ 22 عاما، في حضور 9 زعماء عرب بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يقوم بزيارة تاريخية هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت ابان نظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 1990 وتزامنا هز انفجار قوي حي السفارة الايرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء وسط بغداد، وصلَ دويه إلى بعد عدة كليومترات.
الرئيس الليبي مصطفى عبد الجليل افتتح الجلسة بتسليم رئاسة القمة للرئيس العراقي جلال طالباني، مشيرا الى أن على القادة العرب اتخاذ موقف حازم تجاه قمع وعنف النظام السوري.
الجلسة التي شهدت كلمات لكل من رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل والرئيس العراقي جلال طالباني، والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لمنظمة العمل الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي، ركزت الكلمات على الملف السوري، وعلى الفرص التي منحت لسوريا للتجاوب مع مساعي الجامعة العربية.
الرئيس العراقي جلال طالباني رأى أن القمة العربية في بغداد تحملنا مسؤولية كبيرة في خضم ما تشهده منطقتنا العربية من تطورات معتبرا أن مقررات القمة يجب أن توجد حلولا لما يواجهنا من اخطار في المنطقة.
طالباني شدد على ان العرب لن ينسوا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعدوان على الاراضي المحتلة مؤكدا الاستمرار في مواجهة ما تقوم به إسرائيل من تعديات وأعمال عنف للقدس المحتلة.
طالباني واذ لفت الى ان السلام العادل والشامل لا يتحقق إلا بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن الجولان اشار الى ان "غياب سوريا عن هذه القمة لا يقلل من اهتمامنا بما يجري هناك ونرفض كل اعمال العنف وندعو للسعي لإيجاد سبيل سلمي للخروج من الازمة في ضوء قرارات الجامعة العربية وتطلعات الشعب السوري".
وأضاف: "منطقتنا تمر بمنعطف تاريخي بالغ الخطورة عسى ان لا نخيب الرجاء وان نحقق الآمال في هذه القمة".
من جهته رأى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن "الثورات التي يشهدها العالم العربي تتطلب منا الانصات بكل مسؤولية الى صوت الشعوب العربية واستشراف أفقها آملين في أن تتمكن قياداتنا من الاجابة على سؤال: إلى أين نتجه وما هي خططنا التي ستحقق للمواطن العربي العيش الكريم والمعاصر"؟
العربي لفت الى أن الثورات العربية أرخت واقعا جديدا لا يمكننا إلا أن نتجاوب معه مشددا على ان القضية الفلسطينية هي الأهم معتبرا انها تحتاج للدعم العربي الكامل والمساندة الواسعة.
واذ اعتبر ان اسرائيل لا تزال تتحدى الشرعية الدولية رغم ازدياد الاعتراف الدولي بفلسطين وقضيتها دعا الى تكثيف الجهود لتذليل ما تبقى من عقبلت امام المصالحة الفلسطينية التي تشكل الركيزة الاساسية لاستقطاب مزيد من الدعم الدولي.
العربي كشف انه منذ اندلاع الثورة السورية بادرت جامعة الدول العربية مرات عدة لوقف العنف ومنحت السلطات السورية الفرصة تلو الاخرى لانهاء الازمة وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة مشيرا الى ان المشاورات مستمرة مع كوفي انان والمعارضة السورية للخروج من هذا المأزق داعيا الى دعم مهمة انان في سوريا من خلال تحرك عربي عاجل.
وفي شأن إخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي اشار العربي الى ان هذا الموضوع دائم على جدول الجامعة العربية بما تشكله القدرة الإيرانية من خطر على المنطقة واضاف: "يجب اعادة تقويم الموقف العربي بشأن البرنامج النووي الإيراني لان الامن العربي ما عاد يتحمل سياسة الامر الواقع".
أما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فرأى أن "رياح التغيير بدأت تهب في هذا الجزء من العالم والعالم العربي بدأ بالتخلي عن الطغاة وعيش حالة جديدة من الديمقراطية" مطالبا القادة العرب "بالاستماع الى الشعوب لأن الطريق الى الديمقراطية ليس سهلا ويمكن الاعتماد على الامم المتحدة في هذا المجال".
بان لفت الى ان الازمة في سوريا مؤشر خطر حول التداعيات التي قد تطال المنطقة داعيا الحكومة السورية الى التعاون بشكل كامل مع انان ومقترحاته.
الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو اوضح ان "القضية الفلسطينية ومطلب الشعب بإقامة دولة فلسطين هي محط تركيزنا الأول" مشيرا إلى أن "مأساة الصومال بسبب الحرب المستمرة تؤكد ضرورة تكثيف الجهود العربية لإنهاء الازمة ومساعدة الشعب الصومالي على تخطي المحنة" داعيا جنوب السودان الى التزام اتفاقية السلام والتفاوض مع السودان وانهاء معاناة سكان دارفور.
الى ذلك يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والامارات وقطر، واكتفت كل من السعودية وقطر بارسال مندوبيهما الدائمين لدى الجامعة العربية، وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحافية ان مستوى التمثيل هذا يشكل "رسالة للعراق"، في اشارة محتملة الى الموقف من الازمة السورية.
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح رأى أن هذه القمة تشكل علامة فارقة في هذه الفترة المميزة في التاريخ العربي معتبرا ان الازمة السورية شكلت محور جهود الجامعة العربية والتي بلورت خطة عمل ستكون مخرجا لهذه الازمة في حال تطبيقها.
كما دعا الحكومة السورية الى الاصغاء للغة العقل والحكمة ووقف العنف ضد شعبها مشيرا الى ان آلة الاسد تواصل قتلها المواطنين في وقت يقف العالم متفرجا امام هذه الجرائم .
دعوة أخرى الى سوريا جاءت من الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الذي دعا "الاخوة في سوريا للجلوس على طاولة المفاوضات".
أما رئيس السودان عمر البشير فقال "نتابع عن كثب تطورات الاوضاع في سوريا ونسعى لتوحيد مساعينا لايجاد حل سلمي يحفظ وحدة سوريا"، مشددا على مساندة "المساعي العربية لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل".
من جهة أخرى، اعتبر أن "أعداء السلام يضعون العوائق بين الشمال وجنوب السودان".
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حذر "من حرب اقليمية ودولية بالإنابة في سوريا إذا تم تسليح طرفي الصراع"، محذرا أيضا "من حصول القاعدة على "اوكار جديدة" في دول عربية تشهد تغييرات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك