نصحت مراسلة شبكة سي إن إن الأميركية الرئيس دونالد ترامب بأن يكون له كلب وخاطبته قائلة: سيكون من الحكمة سيدي أن تقتني كلباً وتبدأ عام 2018 بدايةً صحيحة كون ذلك سيساعد في تخفيف الضغط والغضب.
وقالت راندي كاي في مقال نشره موقع سي إن إن الأميركي إنها لا تتخيل ضغط وظيفة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فزعيم العالم الحر، في الوقت الحالي، لديه الكثير من الأمور التي تستدعي القلق ككوريا الشمالية، والسلام في الشرق الأوسط، والإرهاب، وتحقيقات روسيا.
نصّ المقال: "باعتباري مراسلةً لبرنامج "Anderson Cooper 360" فإنني أعيش حياتي على المواعيد النهائية لتسليم العمل. اللحاق بطائرة. كتابة قصة ما. تسليم تقرير مصور. حياتي مثيرة دائماً، لكنها أيضاً قد تكون ضاغطة!
لكننا لو نظرنا للأمور نظرةً أبعد، فإنَّ عملي مراسلة لشبكة سي إن إن الأميركية أقل ضغطاً من عمل الرئيس مثلاً.
فزعيم العالم الحر، في الوقت الحالي، لديه الكثير من الأمور التي تستدعي القلق: كوريا الشمالية، والسلام في الشرق الأوسط، والإرهاب، وتحقيقات روسيا.
لا يمكنني تخيُّل ضغط هذه الوظيفة! لحسن الحظ فإنني بعد يومٍ طويلٍ ومُرهِق أعود إلى المنزل لأجد كلبي الجولدن ريتريفر، جاتسبي. دائماً ما يُحيِّيني جاتسبي بهزِّ ذيله، وقبلاته المبتلة. ثم يتكوَّر على قدمي ويستقر رأسه على أصابعي. وإذا لم أكن بحاجةٍ لكلتا يديّ لكتابة هذا المقال، فمن المؤكد أنَّ واحدة منهما كانت لتستقر على كلبي، ذلك أنَّ التربيت عليه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه هو أفضل مُخَلِّص من الضغوط!
وهذا هو السبب الذي من أجله أظن أنك، سيدي الرئيس، سوف تكون من الحكمة لتقتني كلباً وتبدأ عام 2018 بدايةً صحيحة.
سوف تستفيد من اقتناء كلب بطرق كثيرة. هذا أمر مُثبَت علمياً!
فالدراسات تظهر أنَّ اللعب مع حيوان أو التربيت عليه قد يزيد من هرمون الأوكسيتوسين الذي يُخفِّف من الضغط، ويقلل من إنتاج الكورتيزول، هرمون الضغط. ألا تريد المزيد من هذه المواد الكيميائية التي تجعلك تشعر شعوراً أفضل، في مخك؟
كل هذه الليالي التي يقال إنك تقضيها وحدك، تتمشَّى في البيت الأبيض مرتدياً البشكير، سوف تكون جزءاً من الماضي. سوف يكون هناك رفيق مخلص إلى جانبك، وسوف تتسرَّب ضغوط يومك بمجرد تربيتاتٍ قليلة على الرأس.
وليس ثمة حاجةٌ للقلق، فلا يمكن للكلب أن يرتدي جهاز تصنُّت أو استدعائه للمحكمة للشهادة (أو النباح في هذه الحالة) أمام المدعي الخاص روبرت مولر.
بصرف النظر عن أي قرارات اتخذتها بنهاية يوم شاق، وبصرف النظر عن انتقادات أي شخص لهذه القرارات، فلن يطلق عليك كلبك الأحكام.
آه لو كان لديك، سيدي الرئيس، كلبٌ ترجع إليه قبل واحدة من خطبك المسهبة على تويتر. سوف يُحدِث هذا فارقاً عظيماً. لا تنام الكلاب ليلاً، لذا، فربما يمكنك حتى أن تحاول قراءة بعض من تغريداتك المثيرة للجدل لكلبك قبل نشرها في الواقع. فربما كان هذا كافياً للتخلُّص منها؟
أو كما يقول عالم النفس كريس بلازينا، الذي ألَّفَ ثلاثة كتب عن الرجال وعلاقتهم بالكلاب، حاول أن تربت على كلبك قبل النشر. من المُرجَّح أن يذهب غضبك، وكذا تغريدتك.
ولو جعت في وقتٍ متأخر من الليل واشتهيت إحدى وجبات بيك ماك أو كنتاكي التي تحبها كثيراً، فإنَّ الكلب رفيق مطبخ ممتاز. لكن تذكَّر، لا تعط كلبك أي طعام بشري إلا لو كنت تريد أن تقوم بتنظيف غرفة نوم لينكولن في وقتٍ متأخرٍ من الليل!
ولا تقلق من الجراثيم من كل هذا التعامل مع كلبك. فالخبراء يقولون إنَّ جراثيم الكلب يمكنها أن تقوِّي جهاز مناعتك. مكسبٌ إضافي!
والآن، قبل أن أستطرد أكثر من ذلك، ربما تكون تتساءل عن السبب الذي من أجله أقترح عليك الحصول على كلب، لا أي نوع آخر من الحيوانات الأليفة.
نعم، أعرف أنَّ الرئيس جون كوينسي آدامز كان لديه تمساح قاطور أليف، وأنَّ الرئيس ويليام هاوارد تافت كانت لديه بقرة. وكان لدى إبراهام لينكولن خنزير، وثيودور روزفلت كان لديه دب. كل هذا مذهل.
لكن بالنسبة لك فقد استقر رأيي على كلب. أي كلب. فالقطط ليست مناسبة لك، فهي في الأساس أكثر انسحابية. أنت بحاجةٍ إلى ثبات كلب. وكما حذَّرَ برايان هير، مدير مركز المعرفة الكلبية بجامعة ديوك: "أتخيَّل القط مختبئاً تحت سريرٍ في مكانٍ ما في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات".
ربما ينبغي لك أن تنقذ كلباً من سلالة جولدن رتريفر ـ السلالة المُفضَّلة في أميركا ـ مثل كلبي، جاتسبي، لكي يتلاءم مع خصلات شعرك الذهبية؟ ثق بي، لو سألت كلباً من سلالة جولدن رتريفر أن يتعهَّد بالولاء فسوف يفعل.
أو ربما تُفضِّل كلباً أصغر مثل شيواوا؟ فقط تأكَّد من سلامة أوراقه (أو وثائقه؟).
ورغم حقيقة أنك فَكَّرت مراراً في أنَّ من "المتدني" لنائبك أن ينقل حيوانات أسرته الأليفة إلى العاصمة واشنطن، بما في ذلك قطين، وثعبان وأرنب، فربما تكون حديقة الحيوان تلك هي كل ما يحتاجه مايك بنس بعد يوم طويل.
هل تعرف أنَّ الكلب يمكن أن يساعدك على أن تكون قائداً أفضل؟ فالكلاب مباشرة وشفافة. إذ تعض الكلاب أعداءها وتحب أصدقاءها. ويقول الخبراء إنها لا تُغيِّر ولاءاتها قط.
الكلاب، أيضاً، تقرب الناس من بعضهم البعض. إذا لا ترى الكلاب ألواناً ولا أحزاباً. وأعتقد أننا جميعاً نعتقد أن هذا أمرٌ جيد.
الناس يحبون الكلاب، وهو ما يعني أنَّ لدى الكلاب معدلات قبول عظيمة. والجبال من الحصى!
ويقول عالم النفس بلازينا: "يبدأ نوع من الجانبِ الأرَقِّ.. يبدأ في الظهور دون قصد.. عندما تربت على كلبك ويشاهدك الآخرون تفعل ذلك، ويبدأ بعض الادعاء.. في الذوبان. يرى الناس جزءاً أكثر هشاشة.. لكنه، يقيناً، أكثر أصالة، جزء أدفاً وأكثر اهتماماً. لذا فإنني أعتقد أنك لو كنت من العاملين في العلاقات العامة فينبغي لك أن تبحث عن كلب لترامب حالاً".
انظر، إنَّ خلاصة الأمر أننا جميعاً نعرف إلى أي مدى كنت تنتعش عند حصولك على الاهتمام العاشق لمعجبيك ومؤيديك خلال الحملة، فلماذا لا تقتني كلباً لتردم هذه الفجوة؟ في عين الكلب، فأنت أهم شخص بالنسبة له. أنت الوحيد المهم.
ألم يحن الوقت لأن يحل هز الذيول محل تغريدات تويتر؟"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك