أقامت جمعية البر بالأصول (الوالدين) الخيرية حفل إفتتاح مجمع الوالدين الخيري، عن روح المرحومين محمد عبد المنعم حطيط (أبو أمين) وحرمه فاطمة ياغي، برعاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ممثلا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بلدة الدوير.
حضر الافتتاح وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو، السيد رضا رضائي ممثلا سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، وممثل مكتب السيد السيستاني في لبنان حامد الخفاف، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسير فؤاد أيوب، المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية محمد مهدي شريعتي مدار، ورئيس حركة الأمة الشيخ عبد الله الجبري، والعميد المتقاعد أمين حطيط، رئيس المحكمة العسكرية سابقا العميد نزار خليل، العميد المتقاعد محمد عباس، رئيس بلدية الدوير ابراهيم رمال، رئيس لجنة الاوقاف غازي قانصو، ممثل جامعة المصطفى العالمية والمدير العام للجمعية المهندس عادل حطيط وشخصيات سياسية وإجتماعية وتربوية وثقافية وعلمائية.
بعد آيات من القرآن الكريم، وعرض فيلم وثائقي عن المشروع وتقديم من الزميل داود رمال، ألقى حطيط كلمة قال فيها: "لقد نشأت جمعية البر بالأصول لتحقيق أهداف تضمنها نظامها الأساسي الذي استحصلنا على العلم والخبر الرسمي بالإستناد إليه، وهذه الأهداف تتوزع على قطاعات الصحة والتعليم والثقافة والعمل الإجتماعي وفقا لما يلي:
1.تقديم الخدمات التعليمية في مجالات الثقافة والتربية والعلوم والفنون.
2.تقديم الخدمات الصحية بما في ذلك العناية الطبية والرعاية للمسنين والأيتام والفقراء والمحتاجين.
3.العمل التطوعي في مجال التربية الإجتماعية والإنسانية.
4.رعاية الأيتام والعجزة والمحتاجين.
5.تأسيس وبناء وإدارة مدرسة أو مؤسسة للتعليم العالي بما فيها المرحلة الجامعية، تأسيس يتم ضمن القوانين والأنظمة والمناهج السارية المفعول في الجمهورية اللبنانية.
وعقد تفاهمات لفتح فروع لجامعات قائمة في لبنان وخارجه لا سيما في فروع العلوم الدينية والإنسانية.
6.مساعدة الطلاب المعوزين المتفوقين لمتابعة التحصيل في مختلف العلوم.
7.تأسيس مركز أبحاث ودراسات.
8.إنشاء مكتبة عامة (ورقية وإلكترونية) للمطالعة والبحوث الدينية بشكل خاص.
9.تنظيم حلقات درس ودورات تعليمية وعقد مؤتمرات في مجال الفكر والعلوم والتربية والصحة".
أضاف: "نؤكد بأن جمعية البر بالأصول الخيرية التي نطلقها اليوم هي مؤسسة نريدها عاملة في خدمة المجتمع المقاوم الذي نفخر بالإنتماء إليه والعمل من أجله، ونريد لها أن تساهم في التخفيف من أعباء أفراده وشرائحهن مؤسسة تخدم في الجانب الفكري والثقافي منها فكرة المقاومة وثقافتها والمناعة الإجتماعية التي تحصن الإنسان في أخلاقه وممارسته دون أن تنخرط في العمل السياسي المباشر أو ما يتصل به، فطبيعة الجمعية كما حدد نظامها هي طبيعة إجتماعية ثقافية خيرية، وستكون في سلوكها وفية لما التزمت به".
ثم ألقى رئيس لجنة الوقف الدكتور غازي قانصو كلمة، جاء فيها: "إن بلدتنا لتسعد بهذا الجمع المميز من رجالاتها الذين أبوا إلا أن يشاركوها إحتفالها البهيج بافتتاح هذا الصرح المبارك وفي هذه البلدة التي شهدت نشأة أعمال الخير وإنجازات العلم في أكثر من صعيد، وليست النوادي الحسينية الثلاثة فيها إلا دليل على هذا، وتزدان اليوم بلدتنا بهذا الصرح الكريم؛ ومن جميل التوفيق أن يناسب تاريخ إفتتاح هذا الصرح بذكرى المولد النبوي الشريف، فنزداد بركة إلى بركة، وفرحة إلى فرحة.
ستسعى هذه الجمعية بأن تكون جمعية متميزة بالكفاءة والفعالية في استغلال إمكاناتها ومواردها، وستعمل على تنمية مجتمعها بأعمال إجتماعية وثقافية وعلمية".
وفي الختام ألقى المفتي قبلان كلمة قال فيها: "أن يتحول المكان كلمة أو محرابا أو منفعة يراد بها الله، ذلك معنى قوله تعالى: "إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم". لأن الهجرة إليه تعني اتخاذه وجهة للقلب والفعل والسلوك بكل معانيه، وهو أعظم البر وأكرمه على الله، وواحد من مظاهر قوله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه"، لأن الله جعل الوالدين بابا عليه وشرطا لطالبيه، كل هذا فضلا عن رد معركة الإنسان الدنيوية إلى خندقها الروحي، خندق أن تكون لله بكل المواقف والمواطن والمجالات المختلفة، وهو نفسه ما أخذه الله بخاصته، وهو مفاد اصطفائه لأنبيائه على قاعدة: اخترتكم على الرد إلي، والقيام برسالتي، وخدمة خلقي، وتنبيه بريتي أنهم مني وإلي يعودون.
وهو بأسبوع ولادة النبي الأعظم يعني أن نعيش الله عنوانا للربح، وتأكيدا للوجهة المحددة، تماما كيوم جاءت قريش تقول لأبي طالب: "فليترك ابن أخيك محمد ما يدعو إليه من دين وله ما شاء من مالنا، ونزوجه أفضل نسائنا ونسوده علينا ولا نقطع أمرا دونه". فما كان من رسول الله إلا أن قال: "يا عم، والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته إلا أن يتمه الله أو أن أهلك دونه".
وتابع قبلان: "لذا، من يعش الإنتساب للنبوة يؤكد هذا القول بكل مجالات حياته أخلاقيا وسلوكيا ووطنيا، لأن حب الوطن دين وخيانته خيانة لله، والهجرة إلى الله بالنظام السياسي تعني عدلا سياسيا وعيشا مشتركا ومؤسسات اجتماعية ومواطنا كريما، ونخوة وطنية لا تقبل بظلم أو فساد أو استبداد أو لصوصية مهما كانت وأين، كما تعني "حماية النفس" لا النأي بها في كل ما يحدث حولنا، في سوريا والعراق وغيرها، لأن النأي بالنفس عما يجري في سوريا يعني نحرها، ولن ننتحر، وقد نقبل بها حين تتبدد منصاتهم وتتحول تجارتهم من التجارة بالدم والخراب إلى التجارة بإعمار ما هدموا وخربوا".
وفي الشأن اللبناني، قال قبلان: "قد لا يكون شيء أهم من ضرورة التأكيد على موعد الإنتخابات القريبة، لأننا أمام فرصة إذا أحسن المواطن التعامل معها أمكنه وضع حجر أساس لتمثيل سياسي أخلاقي يمكنه أن يحقق التغيير السياسي الكبير، والذي نريده دولة إنسان بقاعدة شعبية قادرة على التغيير، ووجهة سياسية محورها "مقاوم" لأن التاريخ المعاصر علمنا أن واشنطن ليس لديها أصدقاء بل "عبيد"، وليس لمن اتخذ الحسين إماما أن يكون عبدا إلا لله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك