ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وتحدث فيها عن ولادة الرسول الأكرم محمد، مشيرا إلى "أن تكون لرسول الله، معناها أن تقدم رسول الله بكل شيء، حتى يقال نعم الأتباع، أتباع رسول الله محمد، رسول التسامح والتراحم، فأين هذه الرحمة في ما بيننا نحن المسلمين! قال رجل لرسول الله:أحب أن يرحمني ربي، قال:ارحم نفسك، وارحم خلق الله، يرحمك الله. فلنتراحم، وليسع بعضنا بعضا، ولنتعاون على البر، وليكن هذا التعاون بيننا جميعا، دولا وشعوبا وأنظمة، ولنكن في سبيل الله كالبنيان المرصوص. وعلى هذا الأساس نطالب المسلمين في كل أصقاع المعمورة، بنبذ الأحقاد، وتطهير القلوب، ومد الأيدي للتكاتف والتآخي، وإفشال المخططات التي ترمي إلى شق عصا المسلمين وإضعاف شوكتهم. وما يجري يؤكد أن المسلمين مستهدفون والمؤامرات تحاك ضدهم وعليهم، فلنستيقظ ولنعد إلى ديننا وإلى نبينا نبي الرحمة، كي نتمكن من مواجهة الاستهدافات التي تضمر لأمتنا الكيد والشر، وهذا ما نتوجه به إلى الدول العربية كافة، وإلى الجمهورية الإسلامية، نطالبهم جميعا بفتح باب الحوار والتلاقي وطي صفحة الخلافات والتعامل في ما بينهم بالرحمة والإلفة التزاما منهم بالإسلام، الذي هو دين التسامح. كما ندعو المسلمين في لبنان ومن خلالهم، جميع اللبنانيين، إلى أن يتسامحوا، وأن يكونوا معا في التصدي لما يتهدد وطنهم من تحديات وأزمات".
أضاف :"يمكن القول إن الأزمة مرت، ولكن نخشى من المفاجآت، وهذا ما نحذر منه، ونطالب الأفرقاء كافة بتحصين الإيجابيات، وتعزيزها بالمواقف الحكيمة، والهادفة إلى تأكيد الإجماع الوطني. وعليه ندعو إلى لم الشمل والابتعاد عن كل ما من شأنه عرقلة التسوية، وبذل الجهود التي تخدم مسيرة قيام الدولة وبناء مؤسساتها. وما مررنا به من أزمة حكومية خطيرة ينبغي أن يكون حافزا يدفعنا إلى قراءات متأنية، وخلاصات واقعية وموضوعية ووطنية، يتبناها الجميع، ويتعاونون على تجسيدها واستثمارها في ما يحصن الوحدة الداخلية، ويثبت الاستقرارين الأمني والمالي، ويشعر اللبنانيين بأن خيارهم الوحيد هو الحفاظ على هذا البلد، فأمنه وقوته وسلمه الأهلي واقتصاده وصيغته وعيشه المشترك، كل ذلك أمانة ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع".
وشدد "على إنضاج التسوية في أسرع وقت، وندعو رئيس الحكومة إلى تحمل مسؤوليته، واستئناف العمل الحكومي لأن الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لا تحتمل التسويف وهدر الوقت والمزايدات، فالأعداء كثر، والصائدون في الماء العكر موجودون ومستعدون للتخريب في كل حين".
وختم:"نعم هناك فرصة جدية للانطلاق نحو وطن سيد ودولة قوية، فلنلتقطها ولنتواكب معا جنبا إلى جنب، نحو مسيرة وطنية تنقذ بلدنا، وتخرجه من دائرة التجاذبات والإملاءات الإقليمية والدولية، ولنؤكد للعالم أجمع بأن لبنان سينتصر رغم كل العواصف، وسيبقى بلد الاعتدال والحوار والتعاون مع محيطه والعالم بما فيه الخير العام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك