لم يمر في بال أهالي هذا الحي في زقاق البلاط، لحظة واحدة ان يتعكر صفو صباحهم... ليستيقظوا على جريمة مروعة راح ضحيتها ثلاثة أبرياء... والفاعل مراهق لم يتعد السادسة عشرة من عمره.
المدعو علي يونس من مواليد 2003، أطلق النار عند السادسة من صباح الثلثاء على والده محمد يونس الذي يعمل سائق أجرة، مستخدما سلاح pom action، كان قد إشتراه له والده لممارسة هواية الصيد فأرداه قتيلا على الفور امام عتبة المنزل ليفقد المراهق صوابه أكثر، متجها الى الشارع العام ومن ثم الى المبنى المقابل وليعيد توجيه طلقاته نحو الجيران وكل من يعترض طريقه، فأصبح عدد الضحايا بالجملة حيث قتل ناطور المبنى المجاور لمسكنه، منصور الشيخ عبد السلام، وأصاب زوجته سلوى بجرح بالغ في كتفها، كذلك قتل عاملا آخر في الحي، وأصاب جيرانه الثلاثة من آل شهاب بجروح وشظايا...
فور الجريمة، حضرت الأجهزة الأمنية المتخصصة وساقت القاتل علي وشقيقه حسين ووالدتهما الى التحقيق في فصيلة زقاق البلاط، كما حضرت الأدلة الجنائية وصادرت سلاح الجريمة ورفعت البصمات في المنزل وخارجه...
أهالي الضحايا رفضوا الحديث امام عدسة الكاميرا ، لكن شقيقة الضحية محمد، والد علي، روت أن المراهق يعاني مشكلة نفسية، وقد أصروا عليه مرارا الذهاب لطبيب معالج لكنه رفض.
هنا أمام مستشفى الجامعة الأميركية، تجمع أشقاء وأقارب الضحية السوري منصور المعروف بأبو أحمد، بغية نقل جثمانه ودفنه في البقاع... كذلك إنتظروا خروج زوجته من المستشفى بعد خضوعها لعملية جراحية.
وحدها التحقيقات ستبين دوافع هذه الجريمة، التي أنهت حياة ثلاثة أبرياء، وقضت على مستقبل مراهق في مقتبل عمره، ربما كان ضحية ظروف نفسية أو اجتماعية وإقتصادية قاسية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك