في محطة سنويّة ثابتة، يقيم حزب "القوات اللبنانيّة" ذبيحة إلهيّة لراحة أنفس شهداء "المقاومة اللبنانيّة".
وينظّم القداس هذا العام برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عند الخامسة من بعد ظهر الأحد 10 أيلول الجاري في باحة المقرّ العام - معراب.
وبالنسبة الى "القواتيّين" تعتبر هذه المناسبة رمزاً لبقائهم وصمودهم حيث سيطلّ الدكتور سمير جعجع بخطاب يشكل خارطة طريق ووثيقة سياسية تختلف عن المواقف اليومية.
وقد أشار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور الى أن هذه مناسبة أساسية ترمز الى الإستمرار وهي ذات بعدين: البعد الوجداني والبعد الوطني السياسي.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أوضح جبور أنه في البعد الوجداني، تعود كل مؤسسات "القوات" من قائدها الى آخر عنصر فيها الى استذكار كل الشهداء الذين بذلوا نفسهم في سبيل القضية.
واضاف: "القواتيون" يكملون المسار الذي من أجله استشهد رفاقهم، وبالتالي الرسالة الأساسية توجّه الى الشهداء "لولاكم لما استطعنا الإستمرار ولا تحقيق كل ما تمّ إنجازه".
وتابع: طبعاً "القوات" ضد نظرية "الشهداء راحوا ضيعان" بل إنها في هذه المناسبة تؤكد العكس فمن دونهم لما كنّا تمكّنا من إخراج الفلسطيني ولا السوري وبالتالي شهادتهم أثمرت وما زالت تثمر وصولاً الى وزراء مناضلين فعليين داخل الحكومة، حيث يشهد الشعب اللبناني على أدائهم. وهذا دليل أنه عندما تكون "القوات" قوية داخل الحكم تستطيع أن تترجم سياساتها بشكل عملي من خلال مكافحة الفساد وطرح الأمور السيادية وتحقيق الأمور الميثاقية.
ومن هنا أشار جبور الى ان "القوات" تطلّ من البعد الوجداني على البعد الوطني السياسي ضمن مفاهيمها الأساسية على 3 مستويات:
- على المستوى السيادي: مواصلة المواجهة.
- على المستوى الميثاقي: ترسيخه وتثبيته.
- على المستوى الإصلاحي: المواجهة العملية داخل الحكومة.
وأضاف جبور: وبالتالي الإنطلاق من هذه التسويات نحو إنتخابات نيابية، حيث ستخرج "القوات" بكتلة كبيرة وأخرى وزارية، وهذا ما يساعدها في مواصلة مشروعها الميثاقي السيادي الإصلاحي.
وشدّد جبور على أن القداس لراحة أنفس شهداء "المقاومة اللبنانية" الأحد المقبل، محطة تأتي بعد الإنتخابات الرئاسية في 31 ت1 الماضي، وقبل الإنتخابات النيابية، وفي ظل عودة الدولة لممارسة سيادتها من خلال معركة الجرود التي أثبت فيها الجيش اللبناني عن قدرة استثنائية رائعة، وهذا ما يشكل "ممسكاً" بيدنا أن كل سلاح خارج الدولة يجب ألا يبقى قائماً وبالتالي الجيش اللبناني أكثر من قادر على حماية الحدود اللبنانية، وحان الوقت كي يسلّم "حزب الله" سلاحه الى الدولة كي تستعيد دورها ومركزية دورها.
وأشار جبور الى أن ما ذكره آنفاً يشكل العناوين الأساسية للكلمة التي سيلقيها الدكتور سمير جعجع عصر الأحد المقبل، قائلاً: اللحظة الحالية لها علاقة بشكل اساسي بقدرة الجيش ودوره، مشدداً على أن البعد الوجداني يأخذ حيزاً مهماً انطلاقاً من رمزية المناسبة.
وأعلن جبور أن خطاب جعجع سيشكّل خريطة طريق ووثيقة سياسية، التي تزاوج ما بين الثوابت والمبادئ والأساسيات وبين الإطار الذي تتجه إليه "القوات اللبنانية" في المرحلة المقبلة من أجل أن تواصل مشروعها السياسي بلهجة حازمة وقوية انطلاقاً مما تفرضه المناسبة في هذا التوقيت بالذات.
ورداً على سؤال، أكد جبور أنه بعد خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" حول قوافل ترحيل "داعش"، بات واضحاً أن هناك مصالح مشتركة بين الفريقين قائلاً: بالرغم من اختلافاتهما الإستراتيجية هناك تقاطع موضوعي بينهما ظهر في عدّة محطات كان آخرها كيفية إخراج "داعش" من الجرود، حيث تبرّع "حزب الله" لتأمين مرور القافلة بسلام بالإتجاه الذي ستسلكه.
ورأى جبور أن هذه المكوّنات المتطرّفة وبمعزل عن أدائها وأسلوبها تنتمي الى محور واحد ولقاء واحد هو المنطق الايراني الذي يستغل ويوظف بالاتجاه الذي يعتبره مناسباً.
وختم جبّور: لقد برهنت الأحداث الأخيرة أنّ هذا التوظيف يخدم سياسات هذا المحور بالإتجاه الذي يريده.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك