تعرضت صورة "محور المقاومة"، الذي يضم حلفاء إيران في بغداد ودمشق وبيروت، إلى ضرر بالغ في العراق، بسبب تداعيات ما يعرف بـ"صفقة الجرود" التي عقدها حزب الله اللبناني مع داعش، لنقل المئات من عناصر التنظيم، من مناطق قرب الحدود اللبنانية، إلى مناطق قرب الحدود العراقية، وهي الصفقة التي أجّجت الخلافات بين أحزاب إيران في العراق.
وفي حالة نادرة، تشكل اتجاه في الرأي العام العراقي، مضاد للصفقة، واصفا إياها بـ"الخيانة".
وأربكت أنباء الصفقة وتداعياتها قياديي الحشد الشعبي، الموالين لإيران، إذ اضطروا لـ"تبرير اتفاق لا يمكن تبريره"، وفقا لمراقبين.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة لصحيفة "العرب" العربية أن "قيادات الحشد الشعبي البارزة، كانت على علم بكل تفاصيل نقل المئات من عناصر تنظيم داعش من جرود القلمون الحدودية بين سوريا ولبنان، إلى مناطق شرق سوريا في البوكمال، المحاذية للحدود العراقية".
وقالت المصادر إن "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ونائبه أبومهدي المهندس، واكبا تفاصيل المفاوضات بين حزب الله وداعش، منذ بدئها قبل أسابيع، لكنهما لم يطلعا رئيس الوزراء العراقي على شيء".
وتطرح شخصيات سياسية في بغداد أسئلة بشأن "ما إذا كانت قوات الحشد الشعبي تتبع الحكومة العراقية بشكل حقيقي، أم شكلي فقط".
وسخرت وسائل إعلام ومدونون في العراق، من "التناقض في مواقف أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، بشأن فتح ممرات آمنة، لخروج تنظيم داعش من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا".
وأعاد صحافيون ومدونون، نشر تسجيلات فيديو، تعود إلى العام 2016، يظهر فيها نصرالله محذرا من السماح لعناصر داعش بالخروج من الموصل من دون قتال. ويتحدث نصرالله في هذه التسجيلات عن "مؤامرة تحاك لتكديس عناصر داعش في المنطقة الشرقية بسوريا"، داعياً العراقيين إلى "رفض أي صفقة تتضمن خروجا آمنا لعناصر التنظيم من الموصل".
ويقول هؤلاء إن ""حزب الله" ضحك على العراق، عندما حذره من التفاوض مع داعش لتجنب تدمير الموصل، لكنه تفاوض مع التنظيم بعد عام، لإخراجه من منطقة حدودية لبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك