من المعروف أنّ اللّبناني يحبّ الحياة كثيراً، وهو لا يفوّت فرصة لقضاء أوقاتٍ ممتعة إمّا عبر السّفر الى الخارج أو حتّى عبر ما يُعرف بالسياحة داخل لبنان، وهو يصرف الكثير من المال بهدف سعادته الشّخصيّة. 

تعجّ صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار السّنة وخصوصاً في فصل الصيّف بصور أصدقاء لنا خلال إجازاتهم في عددٍ من بلدان العالم، كما تزدحم على حساباتنا الالكترونيّة أيضاً عروضات لشركات سياحة وسفر، تغري اللّبنانيّين لقطع تذاكر فوراً بأرخص الاسعار الى بلدان تُحيط بنا وحتّى الى بلدان أوروبيّة، لقضاء عطلات من دون دفع الكثير.

أرقامٌ تكاد لا تكون حقيقيّة، 350 دولار عرضٌ كاملٌ لـ5 أيّام الى مارمريس في تركيا، يضمّ أسعار التذكرة والفندق ووجبات الطّعام، والتنقّل من وإلى المطار، بالاضافة الى ضرائب المطار والتأمين الشّخصي!

حال مارمريس التركية هي حال باقي المدن التركية السياحيّة، بالاضافة الى جزيرة قبرص، ومصر، وجورجيا وغيرها من البلدان الخلاّبة التي تعرف كيف تستقطب السيّاح بأزهد الاسعار، وتجعلهم يحلمون بالعودة إليها مرّة أخرى. والاهم من ذلك كلّه، هو أنّ اللّبناني ليس بحاجةٍ الى عناء تحضير أوراق "الفيزا" الى هذه البلدان، ما يوفّر عليه أيضاً الوقت والمال.

لكنّ القصّة ليست هنا. أمام وفود اللّبنانيّين الذين يتهافتون بالالاف الى المطار للسّفر، لا نصادف خلال تجوّلنا في المناطق السياحيّة في لبنان سوى قلّة من السيّاح الاجانب، رغم أن العديد من مواطني العالم ليسوا بحاجةٍ الى تأشيرة لدخول الاراضي اللّبنانيّة، لكن في المقابل، ما هم بحاجة إليه هو الكثير الكثير من المال، فالاسعار في لبنان تكاد تكون خياليّة لجهة تعرفة الفنادق والتنقّل والطّعام والسّهر والسياحة التاريخيّة وغيرها من النّشاطات التي يُمكن أن يقوم بها السّائح.

بتنا نحلمُ بعرضٍ نراه أينما كان يشجّع على السّفر الى لبنان، بل يشجّع على البقاء في لبنان، لكنّ الرّحيل في بعض الاوقات يكون أكثر مرحاً، وراحةً، وأماناً، وبصراحةٍ تامّة... أوفر مالاً!