في وقت تنشغل فيه الدولة اللبنانية قيادة وشعباً بالملف الحكومي وكيفية الوصول الى تركيبة ترضي كل الأطراف، أخذ تيار "المستقبل" "إجازة" خاصة به من أجل ترتيب بيته الداخلي.
فقد أنهى تيار "المستقبل" مؤتمره العام الثاني، الذي عُقد يومي السبت والأحد الماضيين، بـ "إفتخار لما أنجزه وحقّقه لبنان، ورؤية واثقة للمرحلة المقبلة، وتحديد العهد بالإنتماء للوطن وحده، والولاء لمرجعية الدولة وحدها، والالتزام الصادق بالعمل على تأمين شروط الحياة الكريمة لكل لبناني"، على حدّ تعبير مصدر قيادي في التيار.
حوار وتوسيع القاعدة
حوار وتوسيع القاعدة
وقال المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم"، إنّ مؤتمر تيار "المستقبل" شكّل عرساً ديموقراطياً، تجلى بعدة نقاط، يمكن اختصارها بالآتي:
- الحوار الحرّ والمفتوح وقراءة نقدية حول سدّ الفراغات التي سبّبها تعطيل مؤسسات الدولة، وبالتالي الرغبة بتصويب الأمور، ووصول طاقات شابة الى الواجهة.
- مناقشة التساؤلات المتراكمة داخل قواعد "التيار" من أجل تعزيز الثقة بين قيادة "التيار" وقاعدته، والعمل على بناء شراكة بين القيادة والقاعدة في صنع القرار.
- العمل على توسيع قاعدة "التيار"، بحكم أنه يقوم في الاساس على بنية ومبادئ عابرة للطوائف والخصوصيات المناطقية، ليجد أي مواطن لبناني مكاناً رحباً في داخله.
القضية والمشروع والتطلعات
وفي هذا الإطار، شدّد المصدر على أن قضية "التيار" هي لبنان حصراً، وموضوع خطابه هم اللبنانيون كلهم، وصلب مشروعه هو دولة القانون والسيادة، وأساس تطلّعاته هو النهضة الإقتصادية والإصلاح الإداري والتنمية الشاملة.
وفي هذا الإطار، شدّد المصدر على أن قضية "التيار" هي لبنان حصراً، وموضوع خطابه هم اللبنانيون كلهم، وصلب مشروعه هو دولة القانون والسيادة، وأساس تطلّعاته هو النهضة الإقتصادية والإصلاح الإداري والتنمية الشاملة.
وردّاً على سؤال، أكد المصدر أن تيار "المستقبل" نجح في إنتخاب مكتب سياسي جديد، يضمّ أعضاء جدد بكفاءات مميّزة وطاقة متوثبة تؤهّلهم التعامل مع تحدّيات المرحلة القادمة بجدارة.
وعن إعادة إنتخاب الرئيس سعد الحريري، قال المصدر: لقد جدّد التيار لرئيسه بالإجماع، لا لشيء إلا ثقة قاعدة التيار بأن الرئيس الحريري رجل المرحلة الحالية والقادمة، رجل الخيارات الجريئة والحكيمة، رجل القرار والشفافية، يسارع الى تحمّل مسؤولياته بدل أن يلقي باللوم على أحد.
الإخلاص والوفاء
أما عن التوصيات الصادرة على المؤتمر، فأوضح المصدر أن "التيار" أكد هويته العربية التي لا تقبل المساومة وبذل لأجلها الشهداء، وجدّد إلتزامه بالقضايا العربية، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية، وهذا إلتزام جوهري وصميمي، لا للمزايدة الشعبوية، أو استعماله ذريعة للهيمنة والإستبداد وحتى قتل الأبرياء، مثلما يفعل النظام السوري وحليفه الايراني وتوابعه، وبالتالي العداوة مع اسرائيل عداوة تاريخية حضارية استراتيجية ومصيرية للبنان والعرب، وفق ما جاء في التوصيات الختامية للمؤتمر.
أما عن التوصيات الصادرة على المؤتمر، فأوضح المصدر أن "التيار" أكد هويته العربية التي لا تقبل المساومة وبذل لأجلها الشهداء، وجدّد إلتزامه بالقضايا العربية، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية، وهذا إلتزام جوهري وصميمي، لا للمزايدة الشعبوية، أو استعماله ذريعة للهيمنة والإستبداد وحتى قتل الأبرياء، مثلما يفعل النظام السوري وحليفه الايراني وتوابعه، وبالتالي العداوة مع اسرائيل عداوة تاريخية حضارية استراتيجية ومصيرية للبنان والعرب، وفق ما جاء في التوصيات الختامية للمؤتمر.
وفي إطار التوصيات ايضاً، فلفت المصدر الى أن التيار أظهر بجميع قواعده ونخبه وقادته الإخلاص والوفاء لقائده المؤسس، الشهيد رفيق الحريري، لا لشخصه فحسب، بل لنموذج القيادة الذي مارسه، وخط الإعتدال الذي رسمه، وحبّه للفقير قبل الغني، الضعيف قبل القوي، وعشقه الصوفي لبلده، الذي لأجله فقط يدخل في تسويات وتنازلات مؤلمة.
وتابع: خرج التيار من مؤتمره، لا نقول مختلفاً، بل متجدّداً بشبابه والطاقات الواعدة التي تسلّمت المسؤوليّة فيه، وفي الوقت نفسه ثابتاً وشامخاً بثبات وشموخ قمم لبنان.
الثوابت وفرض السلاح
الثوابت وفرض السلاح
هذا في الشكل، فماذا عن الترجمة السياسيّة للمؤتمر وقراراته؟ تحدّث المصدر عن الدلالة السياسيّة انطلاقاً من خطاب الحريري في افتتاح المؤتمر والوثيقة الختاميّة الصادرة عنه، فقال:
أولاً: عزّز "المستقبل" اللحمة بين قاعدته وقيادته، وبدّد الكثير من التساؤلات التي أثيرت سابقاً، أو الشكوك التي أثارتها وسائل الإعلام، بأن شرّع قناة اتصال شفافة ومفتوحة للتفاعل بين القيادة والقاعدة، وقد تجلى ذلك في اعتماد الإنتخاب أحد أهم وسائل التيار في تحديد المسؤولين وتشكيل القيادة، وفي تأسيس قنوات اتصال ثابتة بين القيادة والقاعدة للتباحث في المستجدات، وتحسّس هواجس وتطلعات القاعدة، وتحوّلها الى قرارات تنظيمية ومواقف سياسية.
ثانياً: تعميق الديموقراطية في بنية "التيار"، بحيث تمثّل القيادة رأي القاعدة وتجسّد ثقتها.
ثالثاً: تأكيد ثوابت الإلتزام بالدولة، والنضال المستمر لاسترجاع سيادتها المنتهكة، والنهوض بمؤسساتها، وإيلاء قضايا المواطن الإنمائية والحياتية الأولية، وهذا ما يعني ان قضية سلاح "حزب الله" كانت وما تزال محور قلق ورفض "التيار"، بما يمثله من تهديد لبنية الدولة والسلم الأهلي، وبما يجرّ على البلد من ويلات واستدعاء لفتن داخلية. كذلك فإن خط النضال ضد الوصاية السورية، التي استبدلت الآن بمسعى حثيث لوصاية ايرانية ما يزال مستمراً ولا يقبل المساومة.
وبالتالي هذا لا يمنع من التعامل بايجابية مع "حزب الله" بخصوص تشكيل الحكومة، وفي الأمور التي تسهّل مصلحة البلد، إلا أن هذا الواقع لا يعطي أي شرعية لسلاحه، وسيبقى مدار إدانة وتحفّظ من "التيار" تجاه كل أوجه نشاطه وانتشاره.
رابعاً: تأكيد عزل الأزمة السورية عن الداخل اللبناني، وعدم توريط لبنان في أي اقتتال يحصل في سوريا، سواء أكان مع النظام او المعارضة. مع التأكيد الصارم بالمقابل على الإنحياز والدعم الأخلاقي والسياسي للثورة السورية التي كانت بمثابة انتفاضة مدوّية للشعب السوري لاسترجاع كرامته الإنسانية.
خامساً: الإلتزام بنظام مصالح الوطن العربي، والإنحياز ضد كل من يهدّد وجوده وأمنه واستقراره، فـ "التيار" ما يزال ينظر بريبة تجاه كل وجوه التدخل الايراني في المنطقة، وما يزال يحمّل الايرانيين مسؤولية الأزمة اليمنية، وما يزال يدين بشدة تواجدهم الوحشي في سوريا ونفوذهم المريب في العراق.
سادساً: الإنفتاح على القوى السياسية قاطبة في لبنان، هو سعي جدّي لبناء تفاهمات قائمة على الشراكة والتعاون لمصلحة لبنان مع كل القوى، بما فيها القوى التي كانت مندرجة ضمن قوى 8 آذار.
مناخات الثقة
واستطراداً، أوضح المصدر المستقبلي أن المرحلة السياسية الجديدة بعد انتخاب ميشال عون رئيساً لم تعد مرحلة تجاذبات ذات بعد إقليمي، أو صراع أقطاب ثنائية، بل مرحلة تفاهمات وبناء ثقة متبادلة بين القوى في التصدّي لقضايا الوطن، التي لم تعد تحتمل التأجيل او التسويف، مشيراً في هذا الإطار الى أنها مرحلة نجح الرئيس الحريري في التأسيس لها، وفي خلق مناخات ثقة وأمل واثق بايجابية العهد الجديد، وفي العمل الصبور على استكمال الشروط الموضوعية لتجربة حكم سياسي فاعل وناجح.
القيم والرؤية
وخلص المصدر الى القول: اختتم تيار "المستقبل" مرحلة سابقة محمّلة، مثله مثل مختلف أحزاب العالم، بنجاحات حيناً وإخفاقات حيناً آخر، ورهانات صائبة حيناً ومخيبة للآمال حيناً آخر، لكنه في المقابل يملك ديناميّة داخليّة فيه، يتميّز بها عن غيره، هي أنّه لا يخاف من أخطائه ولا يتردّد في الإعتراف او التصريح بها، بل يحرص على أن يجعلها رصيداً للإعتبار بها والتعلّم منها.
وختم: إنّها شفافية القيادة التي تقول للناس سأبذل وسعي ولكني لست معصومة عن الخطأ، إنها قيم الديموقراطية التي تجعل روابط "التيار" الداخلية تقوم على الشراكة الملتزمة والمسؤولة لا الأوامر والتعميمات الصارمة.
إنها الرؤية التي تطمح بتعقّل، وتأمّل بروية، فتستشرف "المستقبل" بمعطيات الحاضر، وتعيش حاضرها بأفق المستقبل.
مناخات الثقة
واستطراداً، أوضح المصدر المستقبلي أن المرحلة السياسية الجديدة بعد انتخاب ميشال عون رئيساً لم تعد مرحلة تجاذبات ذات بعد إقليمي، أو صراع أقطاب ثنائية، بل مرحلة تفاهمات وبناء ثقة متبادلة بين القوى في التصدّي لقضايا الوطن، التي لم تعد تحتمل التأجيل او التسويف، مشيراً في هذا الإطار الى أنها مرحلة نجح الرئيس الحريري في التأسيس لها، وفي خلق مناخات ثقة وأمل واثق بايجابية العهد الجديد، وفي العمل الصبور على استكمال الشروط الموضوعية لتجربة حكم سياسي فاعل وناجح.
القيم والرؤية
وخلص المصدر الى القول: اختتم تيار "المستقبل" مرحلة سابقة محمّلة، مثله مثل مختلف أحزاب العالم، بنجاحات حيناً وإخفاقات حيناً آخر، ورهانات صائبة حيناً ومخيبة للآمال حيناً آخر، لكنه في المقابل يملك ديناميّة داخليّة فيه، يتميّز بها عن غيره، هي أنّه لا يخاف من أخطائه ولا يتردّد في الإعتراف او التصريح بها، بل يحرص على أن يجعلها رصيداً للإعتبار بها والتعلّم منها.
وختم: إنّها شفافية القيادة التي تقول للناس سأبذل وسعي ولكني لست معصومة عن الخطأ، إنها قيم الديموقراطية التي تجعل روابط "التيار" الداخلية تقوم على الشراكة الملتزمة والمسؤولة لا الأوامر والتعميمات الصارمة.
إنها الرؤية التي تطمح بتعقّل، وتأمّل بروية، فتستشرف "المستقبل" بمعطيات الحاضر، وتعيش حاضرها بأفق المستقبل.
عن "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك