إنتظر الجنرال ميشال عون رئاسة الجمهورية ستة وعشرون عاما وانتظرها في المجلس النيابي 4 جولات إنتخابية.
غصت قاعة مجلس النواب بنصاب نيابي كامل بلغ 127 نائبا، وتوزع في شرفة القاعة مدعوين من دبلوماسيين ونقابيين ورؤساء الاجهزة الامنية واعلاميين وخصصت زاوية من الشرفة لعائلة الجنرال وبعض المسؤولين في التيار.
كان للجلسة رهبتها نظرا للحدث المنتظر منذ زمن، عبر كل فريق وعلى طريقته بتأييده لزعيمه بالتصفيق المضاد، دخل الجنرال عون فصفق نواب التكتل ونواب من كتل اخرى، رد نواب المردة بالتصفيق للنائب سليمان فرنجية وانضم نواب حزب الله بالترحيب بفرنجية بعدما كانوا صفقوا للجنرال، ولم تخل الجلسة من رد مماثل عند دخول رئيس المجلس القاعة.
على عكس ما كان متوقعا، لم يتمكن الجنرال من الفوز بالدورة الاولى، صندوق الاقتراع أظهر تصويتا لصالح عون بلغ 84 صوتا أي بفارق ست أصوات عما كان متوقعا نتيجة ارتفاع عدد المعترضين داخل المستقبل، فيما وصل عدد الاوراق البيض الى 36 والاوراق الملغاة الى الست وصوت للنائب جيلبرت زوين. الاوراق الملغاة نصت خمسة منها وهي العائدة لنواب الكتائب على عبارة ثورة الارز مستمرة في خدمة لبنان، فيما الورقة السادسة الملغاة تضمنت اسم ميريام كلينك.
انتقل الانتخاب الى الدورة الثانية ومر الصندوق مجددا أمام كل نائب، وعند عملية تعداد الأظرفة، تبين أن ظرفا اضافيا كان في الصندوق حيث بلغ عدد الأظرفة 128 بدلا من 127.
عاد الصندوق ليمر أمام النواب في جولة ثالثة، لكن الثالثة لم تكن ثابتة. ظهر مجددا الظرف الاضافي وبلغت أوراق المقترعين مرة جديدة 128، بدأ عندها التوتر يظهر على وجوه نواب التيار الوطني الحر وعدد من نواب الكتل المؤيدة لترشيح الجنرال، طرحت همسا وعلنا داخل القاعة علامات استفهام حول حقيقة هذا الظرف الزائد والمدمغ بالطابع الرسمي للمجلس النيابي، لم يستدرج الجنرال الى رد فعل عصبي، وحده حافظ على هدوئه متابعا ما يجري والابتسامة على وجهه فيما كان بدأ الانزعاج يظهر شيئا فشيئا لدى الرئيس بري.
وضع صندوق الاقتراع في وسط القاعة محاطا بأميني السر النائبين أنطوان زهرا ومروان حمادة ، كحل أخير لتجنب تكرار الظرف الاضافي، فنجحت الخطوة. 127 ظرفا وجدوا في الصندوق، فاز الرئيس المنتخب بـ83 صوتا أي بفارق صوت واحد عن الدورة الاولى،وسجل صوت للنائب ستريدا طوق أما الاوراق البيض فبقيت على عددها كما في الدورة الاولى أي 36 ورقة، وارتفع عدد الاوراق الملغاة الى 7، ستة منها تضمنت عبارة ثورة الارز في خدمة لبنان وورقة تضمنت ba the greek zor وهو اسم فيلم، والثامنة تضمنت عبارة مجلس شرعي أم غير شرعي.
علا التصفيق في القاعة وبكت ابنة الجنرال شانتال باسيل وكان النائب اسطفان الدويهي من كتلة المردة أول المهنئين في وقت لم تسجل أي مصافحة او سلام بين عون وفرنجية طوال الجلسة، مقابل مصافحة سجلت بين الأخير والنائب ستريدا جعجع.
أما الرئيس بري الذي لم يظهر طوال الجلسة كخصم للرئيس المنتخب ولم يتصرف على هذا الأساس فدعا في خطاب التهنئة الى التفاهم لا الى الانقسام.
من قاعة المجلس انتقل الجميع الى صالون جانبي حيث وقف الرئيس المنتخب ميشال عون والى جانبه الرئيس بري وتقبلا معا التهاني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك