في قرية أويمياكون في روسيا، كل شيء يتجمّد، كونها تقع على بعد 350 كيلومترا فقط من الدائرة القطبية الشمالية ويبلغ ارتفاعها 2000 متر عن سطح البحر مما يفاقم برودة الجو.
فاللعاب يتجمّد ويتحوّل إلى كريات صغيرة والأنفاس تتحوّل إلى بلورات والحقائب البلاستيكية تتصلب وتنقسم إلى قسمين، فببساطة هذه هي الحياة في القرية، التي تعتبر أبرد منطقة مأهولة على وجه الكرة الأرضية.
ويعيش سكان هذه القرية، القريبة من القطب الشمالي، والبالغ عددهم حوالي 500 نسمة ظروفا جويّة صعبة وقاسية، إذ تصل درجة الحرارة فيها 72 درجة مئوية تحت الصفر.
وترتفع درجات الحرارة في هذه القرية بأحسن الأحوال في فصل الشتاء إلى 47 درجة مئوية تحت الصفر، ويعمل معظم سكان هذه المدينة رعاة لغزال الرنة.
ويعيش سكان هذه القرية على حرق الأخشاب والفحم لكسب نوعاً ما من الدفء، كما يسكنون في منازل مصنوعة من الخشب، أما بالنسبة للطعام فيعتبر حيوان الرنة ولحوم الحصان، التي يصطادونها الأكلة المفضل والمتوفرة لديهم، كما يتوفر بالمدينة متجر واحد فقط لتوفير باقي احتياجات السكان من الطعام، وفقا لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وحاولت إحدى شركات الاتصالات تركيب محطات تقوية لتعمل بها الهواتف المحمولة، إلا أنّ جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب تجمّد الأجهزة نفسها.
ونظرا لهذه الظروف الجويّة الصعبة ، يعاني سكان هذه القرية ظروفا صعبة خلال يومهم الاعتيادي، مثل تجمّد أقلام الحبر، التي يكتبون بها، وعدم إمكانية ارتدائهم للنظارات بسبب تجمدها على وجوههم، بالإضافة إلى حرص السكان على تشغيل سياراتهم مرة أو أكثر يوميا حتى لا تتجمد البطارية.
ومن المشاكل الأخرى، التي تواجهه سكان القرية أنهم يحتاجون 3 أيام كاملة حتى يحفروا أي قبر لدفن الموتى حتى يتمكنوا من إزالة عشرات الأمتار من الثلوج المتراكمة عن طريق إشعال النار في تلك المنطقة.
وتشهد القرية في شهر كانون الثاني أقصر ساعات النهار، إذ يكون حينها 3 ساعات فقط ، فيما تصل ساعات النهار في فصل الصيف هناك إلى ما يزيد عن 21 ساعة يوميا، إلا أنّ ذلك منح القرية لتكون مقصدا لعدد من السياح من أوروبا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك