يتّسم تحرّك الرئيس سعد الحريري "بالتكتّم الكبير"، الأمر الذي دفع معظم الأطراف اللبنانية الى حالة من الترقّب والقلق مما سيكون عليه موقفه النهائي الذي سيُبنى على النتائج المشاورات التي يقوم بها.
وأوضحت أوساط قريبة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أنّ رئيس "المستقبل" يقوم بمهمة مزدوجة:
- في الظاهر، حراك سياسي حول الملف السياسي.
- في الواقع، استشراف ما يُطبخ للمنطقة وصولاً الى رؤية أكثر وضوحاً في مرحلة ما بعد الإستحقاق الرئاسي.
تدوير الزوايا
ولفتت المصادر الى أن المشاورات التي يقوم بها الحريري ليست مقتصرة على العماد ميشال عون، وهو لم يناقش معه استعداده لتأييد شروط تتعلق بسيادة لبنان أو بالعراقيل الموضوعة أمام تأليف الحكومة المقبلة.
وأضافت: بل ما يقوم به الحريري هو محاولة لتدوير الزوايا انطلاقاً من معطيات محلية وإقليمية ودولية بين يديه، علماً أن هذه المعطيات دفعته الى عدم حسم موقفه النهائي بشكل دقيق، وهو بالتالي يحتاج الى مزيد من الوقت لاستكمال صورة الحلّ، الأمر الذي "فرمل" إندفاع عون بطريقة أو بأخرى.
الإستفراد لن يتكرر
ورداً على سؤال، أكدت المصادر أن الحريري لن يقوم بأي إتفاق آحادي مع عون أو مع سواه، دون وجود شركاء من كل القوى السياسية، مشددة أن ما حصل في الماضي لناحية الإستفراد لن يتكرّر.
وانطلاقاً من ذلك، فإن الحريري لن يقيم تسوية مهتزّة أو قابلة للإنهيار في أية لحظة، لذا اتجه الى تحصيل الضمانات على كافة المستويات وليس فقط على المستوى المحلي.
حتى ولو حلفوا...
وشدّدت المصادر على أن هذه الضمانات ليست "تعهّد شرف" تقدّمه الأطراف المحلية التي حتى ولو "حلفت على الإنجيل او القرآن" فعندما تتلقى اتصالاً خارجياً فإنها مستعدّة لتطيح بكل إتفاق وأكبر دليل "إعلان بعبدا" الذي وقّع عليه النائب محمد رعد بحبر، ثم قال بعد أيام معدودة "بلّو واشربوا ماءه".
لذا يسعى الحريري الى ضمانات دولية من كافة الدول التي لديها نفوذ وتأثير مباشر على لبنان. فبدأ بجولات كثيفة ستشمل السعودية وتركيا ومصر، وقد يزور قريباً الولايات المتحدة، مع العلم ان المصادر كشفت ان الرئيس الحريري موجود حاليا في باريس.
وسئلت: هل سيزور ايران؟! أجابت: لا، لكنّ زيارته الى روسيا حملت رسائل ضمنيّة الى طهران، لا سيما لجهة اختبار صدقية نواياها في الحل ومدى إلتزامها من خلال "حزب الله" في لبنان.
عن وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك