"برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، عقد السينودس السنوي العادي لاساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية، بمشاركة آباء السينودس الاساقفة القادمين من الابرشيات والنيابات والاكسرخوسيات في لبنان وسوريا والعراق والقدس والاردن ومصر وتركيا والولايات المتحدة الاميركية وكندا وفنزويلا والوكالة البطريركية في روما، وذلك في الفترة الممتدة من 3 حتى 8/10/2016، في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون-حريصا، لبنان".
وتابع البيان: "في بداية اعمال السينودس، انتخب الآباء سيادة المطران مار افرام يوسف عبا، رئيس اساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، أمينا للسر في السينودس لمدة ثلاث سنوات".
وأبرز ما جاء في أعمال السينودس:
"اولا: بحث الآباء الاوضاع الراهنة في الشرق والحضور المسيحي فيه، متوقفين خاصة عند التحديات التي تمر بها كنيستنا في الشرق ومدى تأثيرها على ابنائنا وبناتنا في ارض الآباء والأجداد، لانتشار كنيستنا بشكل واسع في القارات الخمس. لذا أكد الآباء ضرورة تعزيز الوحدة والتضامن فيما بينهم كبطريرك وأساقفة، ومع الاكليروس والمؤمنين، كي يتحسس الجميع بالنكبة المخيفة التي حلت بكنيستنا، بغية المحافظة على جماعتنا الكنسية، سواء في الشرق او في بلاد الانتشار.
ثانيا: تناول الآباء الوضع السياسي المتأزم في لبنان وتداعياته على مختلف المستويات، وأشاروا الى ان كما يحدث من أزمات تتفاقم ينذر بعواقب وخيمة، أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حتى ان الشلل ضرب كل المؤسسات الرسمية ومرافق الدولة. وجددوا المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية اليوم قبل الغد، وكذلك المطالبة بإنصاف السريان بتمثيلهم في مختلف مرافق الدولة والوظائف العامة، سيما بمقعد في المجلس النيابي.
ثالثا: عبر الآباء عن حزنهم وألمهم لما يحصل في سوريا التي تعاني من الصراعات الدامية، حيث تدخلت كل القوى العالمية، متحالفة كانت أم متخاصمة والنتيجة واحدة ان الشعب السوري بأكمله يئن بالعذاب وهول الدمار والموت والتشريد تحت مختلف الأعذار والمسميات، وأثنى الآباء على صمود أبنائهم، مشاركينهم الرجاء كي يحل الأمن والسلام، ومطالبين مجددا بإطلاق سراح المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي والكهنة والمدنيين المخطوفين.
رابعا: ندد الآباء بالتمييز الذي يطال المسيحيين في العراق، وتحديدا السريان، وهم جزء من نسيج المسيحيين المشرقيين الذين يشكلون مكونا عريقا وأمينا لقضايا شعوب بلادهم، ولهم الحق ان يشاركوا سائر المكونات في البلد الواحد، في المواطنة الحقة غير المنقوصة، مطالبين المرجعيات الرسمية والسياسية والمكونات العرقية التي يتكون منها العراق، بالسعي الدؤوب كي يصار الى إدراج اسم السريان في الدستور العراقي وفي البطاقة الوطنية (الاستمارة)، ليس كلغة فقط، وإنما كقومية ومكون أساسي في العراق. وكذلك ندد الآباء بما يحدث من اعمال عنف وارهاب في البلاد، مجددين المطالبة بتحرير مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى، ليعود النازحون والمهجرون الى ديارهم وينعموا بالأمان والحرية.
خامسا: لفت الآباء الى خيبة المسيحيين كما سائر الاقليات في بلدان الشرق الاوسط، من النهج الذي يتخذه المسؤولون السياسيون في الغرب. واذ شكر الآباء المؤسسات الدولية التي اعترفت بإبادة المكونات الدينية، وخاصة المسيحيين، اكدوا على ضرورة ان تتحقق الحلول المنشودة للازمات الراهنة بالعمل الجدي لفرض احترام شرعة حقوق الانسان المدنية لجميع المواطنين دون تمييز. واعتبروا ان على الدول المحبة للسلام والعدل ان تتنادى لتحقيق المبادىء التي قامت عليها الديموقراطيات الحديثة، ومن أجلها بذلت شعوبها التضحيات الجمة.
سادسا: ثمن الآباء القانون الذي أقره البرلمان المصري في تنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يحفظ كرامة المسيحيين وحقوقهم كمواطنين في هذا البلد.
سابعا: أكد الآباء على دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم بحسب مقررات الأمم المتحدة".
وصدرت عن السينودس القرارات التالية:
"أولا: الطلب الى الكرسي الرسولي استحداث اكسرخوسية سريانية في استراليا بسبب التزايد المضطرد لعدد المؤمنين السريان هناك، وتأمين خدمتهم.
ثانيا: تكليف اللجنة الطقسية دراسة الملاحظات النهائية حول مشروع تجديد القداس الالهي مع ترجمات النافورات والحسايات والاناشيد الخاصة بالاعياد، لترفع الى السينودس، ويصار الى إقرارها وطباعتها.
ثالثا: مراجعة كلندار اعياد القديسين في الكنيسة السريانية الكاثوليكية، وإضافة أسماء قديسين وقديسات جدد عليه، ومن بينهم الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل (عيده في 29 آب) والقديس مار يعقوب السروجي (عيده في 29 تشرين الثاني)، وقديسو الكنيسة الجامعة في عصرنا الحديث.
رابعا: تحديد صلاحيات الشماس، والزي الكنسي الرسمي لكل من الشماس والكاهن والخوراسقف.
خامسا: تكليف اللجنة القانونية بدراسة الشرع الخاص لكنيستنا السريانية، تمهيدا لإقراره ورفعه الى الكرسي الرسولي للمصادقة عليه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك