أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "أن الأزمات التي تحدث في العائلة والمجتمع والدولة، إنما تعود في الأساس إلى أزمة علاقة غير سليمة مع الله، وبالتالي إلى فقدان قاعدة التمييز بين الخير والشر الموضوعيين".
وأضاف في عظة الأحد: "إذا فكرنا بالأزمة السياسية عندنا التي بلغت إلى حالة تفكك أوصال الدولة، بدءا من بتر رأس الدولة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين وعشرة أيام، فنجد أن هذه الأزمة السياسية هي نتيجة انتهاك لهذه القاعدة التي يحددها الدستور والميثاق الوطني. ولذا، بات من واجب الكتل السياسية والنيابية الإقرار والاعتراف بهذا الخطأ الفاضح، وعدم تخبئته وراء اتهامات متبادلة ومشاريع فئوية غامضة ومصالح مبهمة ومواقف متحجرة. يجب إعادة إحياء الدولة بمؤسساتها التي تجعل منها دولة قادرة منتجة، تعلو فوق الأشخاص والفئات، وهي وحدها تحمي الجميع، وتوفر خيرهم، فيعيش الجميع في ظل قانون يضمن الحقوق والواجبات لكل المواطنين. ولا يمكن بناء الدولة بمؤسساتها الا بدءا برأسها وبانتخاب رئيسها".
وتابع: "إذا تناولنا مأساة بلدان الشرق الأوسط التي تعيش معاناة الحرب والعنف والقتل بالآلاف والتهجير بالملايين والهدم والدمار، ندرك تماما أن أمراء هذه الحروب لا يعترفون بالله ولا يخافونه، وبالتالي يمارسون السلطة الشرعية لبلوغ الغاية الاليمة التي نشهدها في مأساة الشعوب، ولبلوغ مصالحهم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. إننا نصلي لكي يمس الله ضمائرهم وضمير الاسرة الدولية فيوقفوا الحروب ويجدوا الحلول السياسية، ويوطدوا السلام العادل والشامل والدائم، ويمكنوا النازحين واللاجئين والمخطوفين من العودة إلى بلدانهم وممتلكاتهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك