نقل تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبدالكريم أن صفقة سرية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أنقذت نحو 80 في المئة من الآثار في مدينة تدمر.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن "النظام السوري أكد أنه عمل بشكل سري على إقناع تنظيم الدولة الإسلامية بعدم تدمير مدينة تدمر الآثرية".
ونقلت عن عبدالكريم ان "النظام السوري عمل بشكل سري مع نحو 45 إلى 50 شخصًا داخل المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الأثرية خلال سيطرتهم على المدينة التي استمرت نحو عشرة أشهر".
وقال عبد الكريم أن "تنظيم الدولة الإسلامية رأى أنه ستكون هناك ثورة ضدهم، في حال دمّروا جميع الآثار في تدمر"، مشيرًا إلى أن "التنظيم لم يسرق أو يبيع أياً من الآثار في تدمر".
وأكد أن "القلق اعترى الجميع عندما شنّ الجيش السوري عملية لاستعادة تدمر من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، إذ ساد تخوف من احتمال تفجير التنظيم لجميع الآثار قبيل مغادرتهم المدينة".
في هذا الوقت، شنت قوات النظام هجوما على تنظيم "داعش" في مدينة القريتين القريبة من تدمر.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة اخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامنا مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية" على مناطق الاشتباكات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "تمكنت قوات النظام ليلا من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزم الأوسط المشرفة على القريتين" اثر عملية عسكرية بدأتها صباح أول من امس لطرد الجهاديين منها.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين على استعادة الجيش بدعم جوي روسي سيطرته على مدينة تدمر الاثرية التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ مايو الماضي.
وكان مصدر عسكري سوري قال ان القريتين "تشكل الوجهة المقبلة للجيش"، موضحا ان "العين حاليا على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم داعش من تدمر"، من دون ان يبدأ الهجوم عليها بعد.
وبحسب المرصد، نفذت طائرات حربية روسية وسورية صباح أمس ضربات كثيفة على أماكن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي.
وفي تدمر، واصلت قوات النظام تفكيك الالغام والعبوات الناسفة التي تركها التنظيم خلفه، وقال مدير الآثار مأمون عبد الكريم انه تم نزع 150 لغما من المنطقة الأثرية في المدينة.
من جهة ثانية، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الروسية إن "النجاحات التي حققها الجيش السوري والدعم العسكري الروسي لن يعرقلا التسوية السياسية في البلاد بل سيعجلان بها".
وقال الأسد للوكالة الروسية إن وفد الحكومة "أظهر مرونة" في محادثات السلام في جنيف مع المعارضة "حتى لا نضيع فرصة واحدة للتسوية في حين راهنت السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا على هزيمة الجيش السوري لفرض شروطهم على دمشق خلال المحادثات".
وأضاف الأسد أن "موقف الحكومة بشأن التسوية السياسية لم يتغير سواء قبل أو بعد الدعم العسكري الروسي".
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا لمواصلة المفاوضات السورية.
وقال ريابكوف في حديث لوكالة "إنترفاكس" إنه من المهم أن تبدأ أطراف المفاوضات في الجولة المقبلة، في 11 نيسان، إجراء اتصالات مباشرة، وألا تتحول المفاوضات إلى سلسلة لقاءات بمشاركة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ووفود الدول الأعضاء في مجموعة دعم سورية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك