جال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في مدينة الشويفات، يرافقه وزير الزراعة أكرم شهيب والمرشح الرئاسي النائب هنري حلو وأمين السر العام في "الحزب التقدمي الإشتراكي" ظافر ناصر ومفوضا الداخلية والإعلام في الحزب هادي أبو الحسن ورامي الريس ووكيل داخلية الشويفات- خلدة في الحزب مروان أبي فرج.
واستهل جنبلاط الجولة، بزيارة خلية آل حيدر، في حضور فاعليات المدينة وكاهن رعية الموارنة الأب شربل ديب. وألقى كلمة لفت في مستهلها إلى أن زيارته اليوم "عائلية، تفقدية، وليست مرتبطة بأية مناسبة ولا علاقة لها بالسياسة".
وقال: "وأخيرا، وبعد ثمانية اشهر، استطعنا بجهود الرفيق أكرم شهيب الجبارة وبإحتضان الرئيس تمام سلام، أن ننهي موضوع النفايات. وأعلم أن البعض في الشويفات وغيرها عندهم إعتراضات، ولكن أتمنى أن نذهب سويا في يوم من الأيام مع المجتمعات المدنية والبلدية الى الموقع الذي لن أسميه الكوستابرافا، إنما سأسميه منطقة الغدير، هذه المنطقة الميتة، فيها المياه المبتذلة منذ عشرات السنين. هناك سيكون الردم بشكل منظم، وبإشراف بلدية الشويفات، أيا تكن سيكون هناك إشراف على الأعمال وستزيد أرض الشويفات والضاحية. وهنا أريد أن أشدد على أننا لسنا وحدنا في هذه المنطقة، ولا نستطيع بعقلية اننا وحدنا أهل للشويفات، نحن جزء من بيروت الكبرى مع كل التنوع السكاني البيروتي وغير البيروتي. ونحن مسؤوليتنا كبلدية معنية بحي السلم وعن مناطق الإمتداد البيروتي، عرمون، بشامون كلها مسؤولون عنها. لا نستطيع ان نفكر في قوقعة. نحن نعيش كلبنانيين معا".
أضاف: "في السياسة المشكل الوحيد، ونحاول مع الشيخ سعد (الحريري) أن ننتخب رئيسا، إلا أن الزفة تنزل الى مجلس النواب والعرسان لا ينزلون. ماذا نفعل؟. ما عدا هنري الذي ينزل".
وأكد أن التنسيق مستمر مع النائب طلال أرسلان "على كل الأصعدة". وتمنى إكمال المشاريع الإنمائية مع أهل الشويفات.
بعدها التقى جنبلاط الأهالي في قاعة آل الجريد، ثم انتقل إلى كنيسة مار مخائيل- المدبر الأرثودكسية، حيث كان استقبال له من أبناء الرعية وعلى رأسهم الكاهن إلياس كرم الذي رحب بجنبلاط وصحبه وقال: "نحن نعمل في هذه الرعية ونبني ونشجع أهلنا على الثبات في أرضهم، كما نشجع أبناءنا الذين ذهبوا بعيدا على العودة والتفاعل مع أهلنا جميعا في هذه المدينة العريقة.
فالشويفات كانت وما زالت وستبقى بإذن الله مرتعا لجميع أبنائها دون تمييز أو أستثناء. ولذلك نحن، وبالرغم من حرية انتماء كل فرد منا إلى فكر سياسي أو حزبي أو عقائدي، إلا أن الشويفات بكل مشاربها خط أحمر وخصوصا أن كل الأصطفافات تتوقف خارج أسوار الكنيسة، لأننا نحن الأرثوذكس دفعنا أثمانا غالية في ما مضى نتيجة حروب وتناحر الآخرين".
أضاف كرم: "نحن شعب يؤمن بما لقيصر لقيصر وما لله لله. ولذلك نحن حريصون على أن نكون مشاركين في القرار والمحافظة على الأعراف والأصول في الشويفات وكل لبنان، ليس فقط للأستئثار لا سمح الله، إنما بتواضع نحن أبناء النور والرجاء وحيث النور لا مكان للظلمة، نحن تلاميذ أغناطيوس هزيم وجورج خضر والياس الرابع، حضورنا بتواضع ومشاركتنا الفعالة في الحياة السياسية والبلدية قيمة مضافة، لأننا تربينا على تعاليم كبار الآباء القديسين الذين قالو لنا: تعرفون الحق والحق يحرركم".
وتابع متوجها لجنبلاط: "وليد بك هواجس كثيرة نعيشها في الشويفات ولبنان عموما، خوف على المصير وعلى الأمن والأستقرار، خوف على الحقوق وعلى البيئة، وخوف من الهواء الذي نتنفسه. خوف من الفساد المستشري، ومن التكفيريين، وخوف على العيش الواحد وعلى وحدة الوطن، وخوف من عودة الأصطفافات المذهبية، ومن العودة الى ما قبل 1975 لا سمح الله، وخوف على كل شيء في هذا البلد. وإننا على ثقة أنك كنت وستبقى صمام أمان لأتخاذ قرارات حاسمة في سبيل الحفاظ على لبنان لجهة التنازلات واستشراف المستقبل في سبيل توطيد العيش الواحد والحفاظ على لبنان عموما كرسالة للعالم، وتحديدا الحفاظ على هذا الجبل، "فاذا كان الجبل بخير لبنان كلو بخير". لبنان لا يعيش الا بالمناصفة الصحيحة على الصعد والمستويات كافة. نحن في مدينة الشويفات نموذج حضاري في الاحترام المتبادل بين كل المذاهب والطوائف، نسعى لجعله مبنيا على الصخر فلا يتزعزع عند أي عاصفة، ولكن سويا نبني البيت وسويا نستمر، فالتفرد والتقوقع والأنعزال والتعصب لن يفيدنا بشيء. بل سنخسر كل شيء".
وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: "المطالب عديدة، ولكن بحسب ما نرى البلاد، كالذي يرى الكوب بنصفه الملآن والآخر الفارغ. وما زلت أقول أن الأمل ما زال كبيرا بلبنان، هذا النصف الملآن سنكمله سويا ونملأ الكوب وأضم صوتي لصوت الأب (كرم) بأن يحسم القادة الموارنة أمرهم وليتفضلوا بالنزول الى المجلس النيابي الذي ننزل اليه نحن. ولينتخبوا من ينتخبوا ولينتخب الذي ينتخب. نحن جاهزون لأن ننتخب. ولكن هم ليسوا جاهزين. غريب هذه القصة. وأيضا من حقنا أن نتحدث بالتاريخ كما تحدث الأب، أنه خلال أيام الإنتداب مر ثلاثة رؤساء جمهورية مسيحيون من غير موارنة. كان هناك اثنان روم والثالث إنجيلي. لن اطالب بالإنتداب مجددا لأني لا أعتقد أن الرئيس الفرنسي هولاند جاهز لذلك الان. ولكن لنعد قليلا إلى الماضي للتبديل أو المداورة. هذا ما طرحه صائب بك قديما على المسيحيين وعلى المسلمين".
وأضاف:" في ما يتعلق بالمطالب البيئية. لقد قمنا بأقل الشرور وخرجنا من أزمة النفايات، طبعا الحل لم يمن مثاليا، لكن سيكون هناك مطمر صحي مع معمل لاحقا للفرز في منطقة الغدير ولن أسميها الكوستاربرافا. ومطمر الناعمة سيفتح فقط لستين يوما من أجل رفع النفايات التي تكدست طوال الثمانية أشهر ثم يتم إقفاله. هذا كان وعدا للمجتمع البيئي ولأهل المنطقة".
وتابع: "أما في ما يتعلق بموضوع الكنيسة، فأنا جاهز لكل مطلب".
وختم: "يجب أن نبقى متفائلين ولنبني سويا الدولة، مع العلم أن هناك دولة، فبالرغم من عدم وجود رئيس للجمهورية لمدة سنتين، إلا أنه هناك دولة تعمل وكذلك الأجهزة الأمنية، وبتنا لا نخاف أمنيا من التكفيريين. مررنا بظروف أصعب ولن تعود العجلة الى الوراء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك