غريبة هي موهبة فيلمون وهبي... فهو لم يكن يجيد قراءة النوتة حتى، لكنه أعطى أرشيف الأغنية اللبنانية الحديثة أهم أعمالها في سنوات العز، من خلال موهبته الفطرية، التي يروى عنها أنها كانت تبهر أبناء ذاك الجيل. فهو كان لمجرد قراءته قصيدة بين يديه، يبدأ بالدندنة فيخرج لحن من أجمل ما يمكن سماعه.
فيلمون وهبي بدأ في الثلاثينيات من إذاعتي القدس والشرق الأدنى، ومن مسارح فلسطين التي كان يؤدي فيها أعمال عبد الوهاب والفلكلور اللبناني. وهو أحد أقطاب عصبة الخمسة، مع الأخوين رحباني وتوفيق الباشا وزكي ناصيف التي ساهمت في إطلاق الأغنية اللبنانية الحديثة.
عرف فيلمون وهبي بالأغنيات الصعبة التي يتم فيها التنقل من مقام إلى آخر بسلاسة... وبالألحان البسيطة والعميقة في الوقت نفسه.
للصبوحة لحّن عشرات الأغنيات منها يا طير الطاير، يا رب تشتي عرسان، دخل عيونك حاكينا...
ويروى أن سميرة توفيق طلبت منه لحنا في إحدى المرات، فوعدها أنه سيعطيها أغنية تعيش إلى ما لا نهاية، وتصبح التحية الدائمة، وهكذا كان.
لكن قمة العطاءات كانت مع فيروز في أهم أعمالها، مثل فايق يا هوى، بليل وشتي، إسوارة العروس، ليلية بترجع يا ليل، من عز النوم، وأغنيات في القلب وفي البال...
في مسرحيات الرحابنة لعب فيلمون إلى جانب منصور الرحباني الاسكتشات الكوميدية مع سبع ومخول، لإدخال البسمة إلى أكثر المواقف جدية...
فيلمون وهبي من أكثر المظلومين في زمن الكبار... ثلاثون سنة مرت على رحيله، رغم أن أعماله ما زالت تصدح في الأذهان، ما يترجم حقيقة واضحة هي أن أعماله لم تكن محصورة بزمان ومكان محددين لا بل كانت عابرة للأزمنة... يبقى أجمل ما قيل فيه من السيدة فيروز التي كانت تستمع بخفته والأعمال التي كان يقدمها لها... بعد رحيله قالت ما يصح أكثر من أي وقت مضى: "اللي تركتن اشتاقولك... وكل الجايين رح يحبوك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك