كان يكفي أن يطل نبيه أبو الحسن على خشبة المسرح لتصفق الأيدي والقلوب معا، لشخصية مسرحية لم تبدل كثيرا في الوجوه والملابس والمعالم، لكنها عرفت كيف تجعل من كل دور تمثيلي حدثا وطنيا بامتياز...
إن كان الأخوت صفة نبيه أو الحسن، فلأنه امتداد أدبي وفكري وتمثيلي لأخوت شاناي، الذي أرشد المير بشير إلى كيفية مد المياه من نبع الصفا إلى قصر المير...
أخوت شاناي في ذلك الوقت كان شخصا اسمه حسن وتهمته الجنون، وفي هذا الزمن، الأخوت أصبح نبيه أبو الحسن، الذي أعاد حسن إلى خشبة المسرح، فجعلها تنطق ما يخشاه كثيرون.
نبيه أبو الحسن تشرب من الثقافة العالمية عندما انطلق في بداياته مع مسرحيات موليير، قبل أن يمثل مع برج فازيليان أهم الأعمال مثل لعبة الختيار والزنزلخت.
اشترك مع شوشو في المسرحيات، وعمل بإدارة ريمون جبارة، وجسد نصوص ناديا تويني بإخراج روميو لحود... أليست هذه الكوكبة من الأسماء أبلغ تعبير عن زمن الكبار؟
بلهجته الطريفة وبحة صوته المعبرة، ووطنيته التي لا يمكن لأحد أن ينافسه فيها، قاد نبيه أبو الحسن مسرحياته وأعماله الكوميدية التي كان يصفها كثيرون في ذلك الوقت بالجنون، لجرأتها في معالجة القضايا...
نابوليون وأخوت شاناي، أخوت شاناي في الجبهة، الأميرة والأخوت، عرس الأخوت، أخوت حتى الحرية، أخوت حتى السلام وغيرها الكثير...
صفة الجنون رافقت نبيه أبو الحسن طوال حياته، حتى موته الذي ما يزال لغزا... فهو قضى في حادث سير يجمع الناس على وصفه بالمدبر بسبب مواقفه الجريئة.
هذا الجنون قاد الأخوت في مسيرته، وأرخه اسما بين الكبار بعد موته... ومع مرور الوقت، تبين أن نبيه أبو الحسن هو العاقل... ولعنة وطننا... بسبب الخوتان.

غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك