في أول خطاباته، خطب الملك سلمان بن عبد العزيز قائلاً "إن الأمة العربية والاسلامية هي بأحوج ما تكون اليوم الى وحدتها".
قبل هذا الخطاب بنحو أسبوعين كان مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي قد قال بدوره "إن الوحدة بين المسلمين تتصدر الأولويات!...".
كلا الخطابين لن يتحققا قريباً خصوصاً بعد اعلان السعودية قطيعتها الدبلوماسية مع ايران مطلع الـ2016، للمرة الثالثة منذ بدء تاريخهما المشترك.
العلاقة السعودية - الايرانية كانت جيدة، فالبلدان وقعا معاهدة صداقة في طهران وتحديداً سنة 1929، سنة تأسيس المملكة العربية السعودية. بعدها بسنة، شهدت الدولتان أول تبادل دبلوماسي بينهما.
ثم سلكت العلاقة في مسار مختلف! أول عملية قطع للعلاقات، حصلت في سنة 1943 مع اعتقال الشرطة السعودية لأحد الحجاج الايرانيين ومعاقبته لشتمه الرسول. لكن العلاقة استؤنفت!
مع اعتراف ايران الشاه سنة 1960 باسرائيل توترت العلاقة مجدداً، لكنها شهدت قوة وشبه تعاون عسكري يوم تدخلت مصر باليمن فقدمت ايران العون العسكري للسعودية في سنة 1962.
ومع انسحاب البريطانيين من البحرين عام 68، توترت العلاقة مجدداً ايضاً، خصوصاً مع تهديد ايران باحتلال الجزيرة.
ظل التوتر سيد الموقف، وارتفعت حدته بعدما حاول حجاج ايرانيون ادخال مواد متفجرة عام 1986 الى السعودية ومشاركة بعض منهم بتظاهرات منددة بالنظام السعودي خلال تواجدهم في موسم الحج.
القطيعة الثانية حصلت بعدها وتحديداً سنة 1988، اثر اشتباكات بين حجاج ايرانيين نددوا بالحكم السعودي الداعم للعراق خلال الحرب العراقية الايرانية ما اسفر عن مصرع نحو 400 شخص.
السعودية وايران ... الوريثان الشرعيان للخلاف التاريخي بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة السنية العثمانية، يعيشان موجة توترات مستمرة كان أخرها عام 2015 على خلفية الحرب في سوريا وعاصفة الحزم بقيادة المملكة في اليمن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك