ارتبط اسم الزميل سمير يوسف بالسجون اللبنانيّة، من خلال برنامجه "عاطل عن الحريّة" الذي زار من خلاله سجوناً لبنانيّة عدّة وكشف المستور عن قضايا خرجت عبر شاشة الـ mtv من عتمة الزنزانة الى ضوء الإعلام. لكنّ زائر السجون أصبح هذه المرّة سجيناً، والحكم عليه مؤبّد!
دخل سمير يوسف، بكامل وعيه وإرادته وحبّه، الى القفص الذهبي، برفقة شريكة بعضٍ من ماضيه ومستقبله كلّه إلسي خليل، إلا أنّ شريكَي الحبّ اختارا دخولاً مختلفاً، يشبههما ولا يشبه أبداً "كرنفالات" الأعراس المستنسخة، زينةً وموسيقى وزفّةً ورقصةً أولى وأسهماً ناريّة...
اختار سمير وإلسي عرساً مميّزاً جمع بين البساطة من جهة والفرادة من جهة أخرى. افتُتحت السهرة بالنشيد الوطني اللبناني، وانتشرت على الطاولات زينةً من سنابل القمح. لعلّ سمير وإلسي ركضا يوماً بين السنابل قبل أن يسقطا أرضاً معاً، في مشهدٍ مستعاد من أفلامٍ كثيرة. لعلّهما سيركضان في المستقبل، مع أطفالهما، في حقول القمح.
وفي حفلة الزفاف الكثير ممّا لم نعتد عليه في الأعراس: فرقة رقص بلديّة حملت البنادق، على طريقة أعراس أيّام زمان، وقصائد زجل قيلت في العريسين من قبل عددٍ من أبرز شعراء الزجل في لبنان، وتوزيع دروعٍ تحت اسم "عاطل عن العزوبيّة" على أشخاصٍ تركوا بصمات على حياة سمير المهنيّة خصوصاً، علماً أنّ العريس أعلن، صراحةً، بأنّ ضغوطات مورست عليه من قبل أحزابٍ وفاعلين لمنح دروعٍ لأشخاص دون آخرين، إلا أنّه رفض الانصياع. الدروع هذه المرّة غير مدفوعة الثمن ولا خاضعة لمحسوبيّات!
وشهدت الحفلة أيضاً "تومبولا" على جوائز تنوّعت بين شوكولا "طربوش" وأفلام "طوم وجيري" وكيس "حرزان" لعشبة الزلّوع، حرص العريس أن يناله من هو بحاجةٍ إليها فعلاً!
وتولّى العريسان، مع أصدقاء لهما، توزيع الهدايا ومنها القيمة النقديّة الكاملة لثمن البطاقات.
كان الجميع فرحاً في عرس سمير وإلسي، وهو ما لا يحصل في الأعراس التي تكلّف عشرات آلاف الدولارات. كانا بسيطين وجميلَين. هي قالت له شعراً وهو أطلق النار احتفاءً بما قالته من مسدس كبسون! وقدّمت إلسي لعريسها أرزةً، ليبقى حبّهما خالداً وشامخاً كالأرز. وقدّم لهما الحاضرون تصفيقاً وتلويحاً بمناديل بيضاء ورقصاً بالقلب أكثر من الأقدام.
بات التقليد في الأعراس في لبنان أن يهدي المدعوون مبلغاً من المال في حسابٍ مصرفيّ مخصّص لذلك. لو خصّص سمير وإلسي حساباً لمحبّة المدعوّين لحفلة زفافهما أمس لجمعا ثروةً مستحقّة... فألف مبروك لسمير وإلسي سجنهما، وألف مبروك هذه المحبّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك