زخّات المطر بدأت تَتَسارع. غطّت رأسها بـ"لحافها" الاحمر المُرقّط بأشكال مختلفة من هدايا الميلاد، لتتفادى ذلك الصوت، لكنّه علا أكثر... تحوّلت القطرات الى حبّات. حبّات من البَرَد "الجميلة" و"المُزعجة" في آن واحد... فالمشهد كان ليكون رومنسيّا، دافئاً، أخاذاً، لولا ذلك "الدوام اللّعين" الذي يرهق جسَدها الـغضّ...
قاومت ذلك الصوت، لتَربح ولو دقائقَ معدودة داخل فراشها الدافئ لكن من دون جدوى، فحبّات البرد كانت تطرق باب نافذتها، وكأنها تتعّمد إغضابها. كانت تشتدّ غزارتها لتتحول الى لغة مميزة تُغدق على سامعيها أوامرَ لا مجالَ لعدم تنفيذها... وكأن المهمّة كانت ايقاظ "كارولينا" وإجبارها على الذهاب الى مكان عملها في أسرع وقت...
استسلمت "كارولينا" لذلك الصوت، ونهَضت...
كانت السّاعة الخامسة والنصف فجراً. تعابير وجهها كانت كئيبةً، حزينة... لا يمرّ يومٌ إلّا تفكرّ وتستذكره في هذه الفترة بالذات، وتتساءل:
لماذا اقتحم حياتي السنة الفائتة؟ لماذا اختفى؟ من هو على الاقلّ؟ لا أعرف شكل وجهه حتّى... لماذا ظهر وجعلني أطير... ليتركني بعدها مجهولة المصير؟ هل إلى هذه الدرجة فقد ضميره؟
آه، من ذلك النّهار... فهو لن يعود، لقد مرّ أسبوعٌ على التاريخ المرتقب هذه السنة أيضاً... ولم يكتب أية رسالة، لم يرسل الشموع الحمراء ليضعها تحت شجرة الميلاد قرب مكتبي في العمل... لم يُهدني الشوكولا المميّز... ولم أشتم رائحة عطره مع كلّ باقة من الورود الجميلة...
على وقع ترنيمة "I heard the bells on Christmas Day" المفعمة بالأمل وصلت، أطفأت الراديو، ركنت سيارتها، ونزلت.
دخلت المكتب ووقعت عيناها على باقة من وروده الحمراء، صرخت: "لقد عاد". في اللحظة نفسها أجابها صوت من خلفها بنبرة حاسمة: "نعم عدتُ. لا تسأليني شيئاً. المهمّ انّي هنا. ولن أغيب أبداً...
وكان نهار 24-12-2015، بداية مرحلة جديدة لقصة حبّ تشبه الخيال... كلّ عام وانتم في حبّ!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك