أكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن بناء المؤسسات وتفعيلها والنهوض بها وقيامها بدورها، يستوجب إجراء انتخاب مجالس هذه المؤسسات في الوقت الذي يحدّده النظام والقانون.
قباني، وفي تصريح لصحيفة "السفير"، قال إن المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الذي انتهت ولايته منذ سنتين وجدد لنفسه لسنتين خلت، جدد لنفسه في الجلسة الأخيرة سنة ثالثة تجرى خلالها الانتخابات في الوقت الذي يراه مفتي الجمهورية مناسباً حسب الاصول والنظام، وهذا يعني ان مفتي الجمهورية سيدعو لإجرائها خلال هذه السنة.
واوضح قباني ان خياره كان وما يزال هو اجراء الانتخابات حسب الاصول، وقال إنه وافق على تمديد ولاية المجلس الشرعي سنة ثالثة من دون رغبة منه، بل استجابة لطلب اعضاء المجلس.
وأبدى قباني امتعاضه من عدم تفعيل المؤسسات عبر التجديد لها باستمرار، وأكد انه لا يربط بين إجراء الانتخابات وبين إجراء التعديلات الضرورية للمرسوم الاشتراعي رقم 18 للنهوض باوضاع المسلمين الدينية والوقفية والاجتماعية.
وبشأن ما يُقال عن موافقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تمديد ولاية المجلس بالاتفاق مع الاطراف الأخرى، قال قباني إن الرئيس ميقاتي قال لي "ما تراه مناسباً.. فهو المناسب" في هذه المؤسسة الدينية المرجعية العريقة للمسلمين.
وعما تردّد عن تشكيل لجنة من المجلس الشرعي ومن خارجه لدرس تعديل المرسوم 18، اوضح المفتي قباني ان البعض طرح تشكيل هذه اللجنة، لكنها لم تشكل، وسيعمل مفتي الجمهورية على تشكيل لجنة في القريب العاجل من الأشخاص الأكفاء لدرس تعديل ما نرى انه يحقق مصلحة المسلمين الدينية والوقفية والاجتماعية.
وعما سيقرره بالنسبة لمفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي بعدما قرر عدم تجديد ولايته، قال قباني "خلافاً لكل ما يذاع ويشاع من تفسيرات وتأويلات فإن قرار عدم التجديد لولاية مفتي عكار هو قرار إداري محض، يتعلق بعدم التجاوب من قبله مع آليات عمل الافتاء وتشكيل مجلس الاوقاف وصندوق الزكاة في عكار المعطلة اجتماعاته منذ اكثر من سنة بسبب الخلل في آليات التعاطي مع مفتي الجمهورية، ما دفع دار الافتاء الى وضع حد لهذا الخلل الذي امتد لأكثر من ثلاث سنوات.
وعن سبل معالجة تداعيات ما أُثير في صيدا مؤخراً على لسان الشيخ أحمد الأسير، من مواقف اثارت مخاوف، قال المفتي قباني ان مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان يعالج هذه القضية بحكمته وبما يحفظ وحدة الصف الاسلامي في صيدا ومنطقتها وتجنيبه الفتن المذهبية، ونحن بدورنا ندعو العقلاء من اللبنانيين الى ان يحرصوا على وطنهم ومستقبل اجيالهم، وألا ينجروا وراء كلمة تطلق من هنا او هناك لتصبح كل كلمة مشكلة في لبنان. فكفى لبنان ما عاناه وما يعانيه من مشاكل.
اضاف: نحن ندعو الجميع الى عدم الخوض في قضايا تاريخية مضت، والله يقول في كتابه الكريم: "تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا تُسألون عما كانوا يعملون".
وأدان قباني تعرّض منزل عضو المجلس الإداري لأوقاف بيروت الشيخ احمد البابا لإطلاق نار في بشامون، ودعا إلى ضبط الأمن والمحافظة عليه بحزم وقوة لوقف هذه الأعمال الإجرامية والمسارعة إلى اتخاذ خطوات عملية وإجراءات جذرية لعدم تكرار الفلتان الأمني. ورأى أن يد الغدر والإجرام لن تنجح في زعزعة استقرار لبنان ودفعه نحو الفوضى من جديد، وأي عمل إجرامي سوف يعود على أصحابه بالوبال والخسران.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك