رد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على كلام السيد حسن نصرالله الأخير معتبرا أن السيد حسن بدا منزعجا جدا من تيار المستقبل ومن الحملات السياسية لنواب تيار المستقبل التي حاول ان يضفي عليها لباسا طائفيا ومذهبيا، حاجبا حقيقة انها خلاصة لمواقف وطنية تعبر عن رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهيمنة سلطة السلاح. إن تركيزه على ما يزعم أنه مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في كل من لبنان وسوريا، والربط بينهما في إطار مذهبي بحت، إنما هو كلام مردود إلى صاحبه وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربي.
ولفت الحريري إلى أن خطاب السيد حسن عبر عن شديد الانزعاج من مهرجان طرابلس لتيار المستقبل وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي أن الواقع الذي لا جدال فيه ان الرئيس سعد الحريري أراد المبادرة على قياس المصالحة الوطنية التي تنقل لبنان من مرحلة الاستئثار بالسلاح وفرض هيمنة السلاح على الحياة الوطنية الى مرحلة قيام سلطة متوازنة، لا يكون فيها هيمنة لفريق على اخر، ولا اي شكل من اشكال استخدام السلاح في فرض الشروط السياسية . والمبادرة في كل الأحوال انتهت قبل شهور قليلة من سقوط احد ركنيها الرئيسين. وإن الرئيس سعد الحريري في المكان الطبيعي الذي يعبر عن ارادة معظم اللبنانيين ويوفر الحماية المطلوبة لمسار المحكمة والعدالة. ان الروايات التي رددت أمس أصبحت روايات ممجوجة ومن مخلفات مرحلة ولت، والرئيس سعد الحريري لن ينحدر إلى سجال المزايدة في كشف أوراق تصونها أخلاقية رجال الدولة في سعيهم مع ملوك ورؤساء ومسؤولين كبار للوصول إلى مصالحة ومسامحة حقيقية لحماية لبنان.
وتابع: يكشف خطاب الأمس ايضا عن مدى انزعاجه من الحجم السياسي للرئيس سعد الحريري، لدرجة الافتراض أن اقتراحات رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا كانت ستفضي لتسليم البلاد الى الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي. وهو افتراض مغلوط جملة وتفصيلا ولا يمت الى الحقيقة بصلة.متابعا أياض في سياق التعليق على خطاب السيد حسن: لقد عبر الخطاب عن شديد الانزعاج من تمويل المحمكة الدولية وهويدرك أن اعتباره ان التمويل يجب ان يتحقق من اموال الهبات العربية وغير العربية وليس من جيوب اللبنانيين، مجرد كلام لا معنى له ولا قيمة قانونية أو دستورية له، لان التمويل قد حصل وهو ساهم في حصوله، ولان اي هبة تحصل عليها الدولة تتطلب موافقة مجلس الوزراء وتصبح بالتالي جزءا لا يتجزأ من المال العام الذي هو مال الشعب اللبناني . والانزعاج يندرج أيضا في سياق العتب على الرئيس نجيب ميقاتي وادعاء الصدمة والمفاجأة من خطوة التمويل وطريقته، للانتقال إلى مطالبة رئيس الحكومة بمقايضة تمويل المحكمة بدفتر شروط سياسي وإداري له وللتيار الوطني الحر. وهو دفتر شروط يضع البلاد من جديد في مناخ الاحتقان السياسي الذي يدعي صاحب الخطاب التبرؤ منه، فيما هو يستدرج البلاد اليه بكل كلمة ينطق بها.
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن اي مواطن لبناني عادي، وخصوصا إلى ذهن جمهور حزب الله: كيف تغطي قيادة الحزب وأمينه العام ومجلس الشورى فيه تمويل محكمة يقولون أنها اسرائيلية ؟؟ اليس من المنطق ان يقال بعد ذلك ان تمويل محكمة يرددون أنها اسرائيلية هو خيانة وطنية تقتضي إحالة من يغطيها إلى القضاء اللبناني واتهام من يقبل بالبقاء في حكومة تمولها بأنه شاهد زور؟
لقد أخطأت يا سيد في إطلاق هذا التوصيف بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور قرار التمويل عن حكومة أنت ترعاها، وأخطأت مرة أخرى في وضع القضية موضع مقايضة إدارية وغير إدارية.
واضاف البيان: الحقيقة تبقى أن المحكمة الدولية حصلت على التمويل والف خطاب من مثل هذا الخطاب لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارها .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك