ماذا يسع "الأكثرية" الآتية بالقمصان السوداء ان تقول لعمال لبنان في عيدهم؟ الآن أمسكت بأعنة السلطة، وحان موعد تحويل الصراخ والعويل الذي كانت تطلقه الى أفعال ملموسة.
السؤال الملح هو: كيف يمكن لهكذا فريق متعارض ومتناقض الى حد التشظي على المستويات السياسية والنقابية والاقتصادية أن يقدم رؤى ترتقي بالعامل وبكفاءته.
فريق لا يتقن غير استعمال السلاح والتهويل به. وفريق لا يعرف إلا التخوين سبيلاً للتطهر من دم الأبرياء المسفوح: حيناً بمغامرات "لو كنت أعرف لما فعلت"، وأحياناً بالتهديد بقطع الأعناق وبتر الأيدي، حتماً هو فريق عاجز، وغير مؤهل أساساً لتولي زمام الحكم. أما وان الله قد قضى أمراً كان مفعولاً، فلننتظر ونرى.
هل يرضى عمال لبنان ان تقدم صورتهم بوصفهم خارجين على القانون والدولة لأنهم يبنون منازلهم على الأملاك العامة، أو أنهم مجرد قطاع طرق بالإطارات المشتعلة والحواجز الاسمنتية والحديدية.
لم يعد مفهوم العامل مقصوراً على اولئك الذين يبذلون جهداً جسدياً، بل اتسع ليشمل من يقدم جهداً ذهنياً، لكن المتاجرة الرخيصة عندنا تعمل لإبقاء سطوة المفهوم الاول، عبر استعمال مفردات مستعارة من ارشيف القرن الماضي.
مبروك لعمال لبنان جميعاً عيدهم، ولا يسعنا إلا أن نستذكر في هذه المناسبة العامل الأبرز من اجل لبنان، أي الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي عمل جسداً وذهناً من أجل دولة قوية ولجميع ابنائها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك