من وجهه، شعَّ نورٌ ووهجٌ فاقا دوماً ثوبه الأبيض إشراقاً، نورٌ ووهجٌ ليسا من هذا العالم.
في حضوره وأعماله وجولاته ومحاولة إغتياله، كان قديساً مُبشراً في حياته قبلَ مماته، هو الذي سعى إلى تقوية الإيمان في النفوس وعمل من أجل وحدة الكنيسة ومن أجل الحوار مع الشباب وبين الأديان ببسمةٍ صافية وأسلوب سلس.
إنه بابا السلام، البابا يوحنا بولس الثاني، وفي الأحد الأول بعد أحد القيامة، في أحد الرحمة الإلهية وبعد ست سنوات على وفاته وخمس سنوات وسبعة أشهر على دعوى تطويبه، ها هو إسمه يرتفع إلى مصافي الطوباويين.
في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، أكثرُ من مليون مؤمن إحتشدوا للإحتفال بإعلان يوحنا بولس الثاني طوباوياً، جاؤوا من مختلف البلدان ومن بينهم قادة دول وسياسيون ورجال دين، وأفادت وكالات الصحافة الأجنبية أنَّ عشرات الآلاف لم يتمكنوا من الوصول إلى الساحة، فظلوا في محيطها يرددون الصلوات التي رفعوها طوال ليل السبت - الأحد إبتهاجاً.
خلفُ الطوباوي الجديد البابا الحالي بنيديكتوس السادس عشر أطل على الجموع مع لفيف من الكرادلة والمطارنة من ضمنهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورأس القداس الإلهي الإحتفالي فتُليت بدايةً سيرة حياة الطوباوي الجديد باللغة الإيطالية ليُعلن بعدها على لسان الحبر الأعظم طوباوياً للكنيسة جمعاء وتُزاح الستارة عن صورته.
العيون بكت والسماء أمطرت فرحاً، وذخائر الطوباوي رُفعت إلى البابا بنديكتوس السادس عشر ليباركها على يد رهابتين إحداهما شفاها يوحنا بولس الثاني من داء البركينسوس، الذي عاني منه هو شخصياً طويلاً ... وفي خلال الذبيحة الإلهية التي تلت إعلان التطويب، ألقى الحبر الأعظم عظة تناولت حياة سلفه ومعاني تطويبه.
وفي خلال مراسم التطويب بكاملها، كان نعش البابا الراحل مصموداً عند المذبح الرئيس لكنيسة القديس بطرس بعدما كان أُخرج السبت من المدفن الكائن في أحد أقبية الكنيسة على مقربة من قبر القديس بطرس ... وخليفة القديس بطرس الصخرة باني الكنيسة، خليفته الذي زار يوماً لبنان وصلى لشعبه وشبابه ها هو أعلن طوباوياً فمبروك للكنيسة وللعالم وللبنان الطوباوي الجديد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك