أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "مسيحيي الشرق الأوسط هم بالفعل الضمانة الفضلى، كي لا نقول الوحيدة، التي ستحول دون تحوّل المنطقة إلى منصة إنطلاق للإرهاب العالميّ. وحده حضورهم الفاعل، لا الرمزيّ، يحفظ الشرق الأوسط من حركات إعادة الخلط الطائفي الواسعة التي تقوم داعش وإسرائيل بإدارتها".
باسيل، وفي مؤتمر مجلس حقوق الانسان في جنيف، قال: "حالة داعش ليست ظاهرة جديدة على منطقتنا، ولبنان لطالما مثّل ملاذ حرية لكل المظلومين"، مضيفا: "يتقدّم لبنان اليوم جبهة الحرب على المنظّمات الإرهابية، التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية. ونشعر اليوم بأن بقية العالم قد تخلّت عنّا، في ما تكتفي بالشعارات المطالبة بحماية المسيحيين والدفاع عنهم".
وأضاف باسيل: "داعش أكبر بكثير من مجرّد تهديد. إنّ هذا التنظيم الإرهابي يطمح في المدى البعيد إلى إعادة رسم الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وإعادة صوغ هويتها، بينما يواصل تقدّمه باتجاه أوروبا وسائر العالم"، قائلا: "بالتلطّي وراء قناع "الدولة" التي أعلنها في مناطق احتلاله، يسعى داعش بهدوء وتدريجية لتغيير خارطة المنطقة".
وشدد على أن "الحرب على الإرهاب تتطلّب هجوماً مضاداً شاملاً، يأخد بعين الاعتبار التحديات العسكرية والثقافية والديمغرافية المختلفة"، معتبرا أنه "من الخطأ أن نحصر مقاربتنا لمسألة دعم الأقليات في الشرق الأوسط، ولا سيّما المسيحيين، بالمنحى الإنساني للمشكلة. فبالرغم من كون التعاطف فعلاً ضرورياً ويستحقّ التنويه، لكنه بالتأكيد ليس الطريقة الأشدّ ملاءمةً للتعامل مع الأخطار المحدقة بنا جميعاً. مسيحيّو الشرق الأوسط هم بالفعل الضمانة الفضلى، كي لا نقول الوحيدة، التي ستحول دون تحوّل المنطقة إلى مَعين للإرهاب العالميّ"، قائلا: "وحده حضورهم الفاعل، لا الرمزيّ، سوف يحفظ الشرق الأوسط من حركات إعادة الخلط الطائفي الواسعة، التي يقوم داعش وإسرائيل بإدارتها".
بعد ذلك اجتمع الوزير باسيل بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وتحدث معه في شؤون المنطقة والأزمة السورية وانعكاساتها على دول المنطقة وخصوصا لبنان، وتناولا العلاقات الثنائية بين البلدين وتسليح الجيش والتشجيع على الحوار الداخلي وموضوع الإرهاب.
والتقى باسيل أيضاً المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتاريس وتناول الحديث دعم لبنان ومساندته لمواجهة التحديات الناجمة عن تدفق النازحين. كذلك التقى عمدة جنيف اللبناني الأصل سامي كنعان الى الفطور، ثم اجتمع بالموفد الدولي الى سوريا ستيفان دوميستورا تطرق معه الى مساعيه لوقف النار في سوريا والتسوية السلمية.
واجتمع بالأمين العام للمجلس العالمي للكنائس القس أولاف فيكسه تفايت، ثم المفوض السامي لحقوق الانسان الامير زيد بن رعد الحسين، وهو اول عربي يتبوأ منصب مفوض سام لحقوق الانسان.
وحضر الوزير باسيل لقاء مع أفراد من الجالية اللبنانية في سويسرا بدعوة من السفيرة عساكر ومن سفارة لبنان في برن والقائم باعمالها بالوكالة منصور شيا وبين الحاضرين موظفون لبنانيون في المنظمات الدولية في جنيف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك