"يا غافي وعيونك لعينَينا نور" تقول الترنيمة الشهيرة، وعيوننا اليوم كانت مسمّرة أمام شاشة الـ mtv التي نقلت على مدى أكثر من خمس ساعات حدثاً فريداً يذكّرنا بأنّ هذه الأرض، مهما شهدت من حروب ومن صراعات ومن أزمات، تبقى أرض قداسة.
منذ الصباح الباكر، بدأ توافد المؤمنين الى دير مار مارون في عنايا، وواكبت الـ mtv هذا الحدث عبر حلقة خاصّة بعنوان "شربل صلّي عنّا" أعدّها وقدّمها الزميلان كاتيا الخوري مندلق وايلي أحوش.
ولعلّ الأعاجيب التي تحدّث عنها كثيرون في شهاداتهم أضيفت إليها اليوم أعجوبة أخرى هي لقاء رقمَي 8 و14، اللذين باتا رمزاً للانقسام في لبنان، في رقم 22 الذي يصادف تاريخ اليوم والذكرى الـ 22 لأعجوبة نهاد الشامي، بشفاعة القديس شربل.
والتقت الـ mtv، على هامش هذا الحدث، عدداً من الشخصيّات الروحيّة والمواطنين الذين قدّموا شهادات حيّة عن الأعاجيب التي حصلت لهم. وأشار رئيس دير مار مارون عنايا الاب شربل البيروتي للـ mtv الى أنّ أعجوبة نهاد الشامي هي أعجوبة مستمرّة، أما الفنّانة جومانا مدور فرأت أنّ "مار شربل أساس في حياتنا ولبنان بحاجة له وهو جزء من بلادنا".
وكشف الأب بولس قزي، الذي يتابع ملفات تطويب القدّيسين من قبل الرهبانيّة المارونيّة في دوائر الفاتيكان، عن أنّ "مار شربل هو طالب الأعجوبة وينصت لهموم الناس ولا يترك لبنان"، في حين اعتبر راعي أبرشيّة جبيل للموارنة ميشال عون أنّ "مجتمعنا يحتاج إلى النِعَم التي تفيض من عنايا ولبنان بحاجة ليعرف أنه وطن الرسالة، والحوار يؤدي إلى الخير ويعيد العافية إلى لبنان وأولى ثماره يجب أن تكون انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت".
وشدّد المطران عون على أنّ وجود ضريح القديس شربل في أبرشيّة جبيل يعتبر مدعاة فخرٍ كبير.
كما عرضت الـ mtv شهادات حيّة من عنايا لأشخاص تشفّع مار شربل لشفائهم، ومن أبرزهم السيّدة نهاد الشامي التي روت تفاصيل أعجوبة شفائها قبل 22 سنة. وقالت الشامي: "إرادة الرب أن يختارني مار شربل لهذه الرسالة وأتمنّى أن يعمّ السلام في لبنان والعالم"، مضيفةً: "مار شربل يؤكد لي دائماً أنّ لبنان مكرّس لقلب مريم الطاهر ويقول "لا تخافوا على لبنان".
انتهت الساعات التي تولّت فيها الـ mtv النقل المباشر، الذي تخلّله قداس إلهي بالمناسبة، كلمح بصر، إلا أنّ من تابعها حمل معه، من دون أدنى شكّ، زاداً من قداسة مار شربل الذي يشهد مزاره في عنايا إقبالاً كثيفاً على مدار السنة، ويلجأ إليه المرضى والحزانى والمتعبون الذين لا يكفّون عن الصلاة والدعاء.
ولعلّنا، في هذا المرحلة التي يشهدها لبنان، يجب علينا جميعاً أن نرنّم للقديس، من ترنيمته الشهيرة: "يا عريس الطاعة وطننا الـ حبَّيت عتَّمِتُو الساعة ضوِّي سراج الزيت، ردُّو للعطا رجِّعلو الأمان إنت اللي انْعطالَك مجد لبنان... يا شربل ساعدنا يا شربل احمينا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك