اتهم عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "حزب الله" وحلفاءه بزجّ لبنان في صراعات هو في غنى عنها وتحديدا فيما يحدث في سوريا، مشيراً الى ان هذا الفريق يصر على ممارسة الكذب المفضوح سياسيّا وإعلاميّا .
فتفت وخلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في طرابلس اليوم، اتهم ايضاً "حزب الله" وفريقه "بالتمهيد لجرّ الفتنة الى لبنان من خلال التهم التي يسوقها ضد "تيار المستقبل" وتقود الى هدر الدم"، محملاً الحزب وقوى "8 آذار" مسؤولية أيّ فتنة تحدث أو أيّ خلل أمني يطال أحد قيّادي أو نواب "تيار المستقبل".
وقال: "اتهم الحزب وحلفاءه بالانكفاء عن الدفاع عن كرامة وحصانة نواب الامّة بتقصير فاضح من رئيس المجلس النيابي. وإنّ كنّا لا نستغرب هذا التعاطي لانه ينسجم مع مسيرة تميّزت بالتغطية على الشماتة الاعلامية بإغتيال النائب الشهيد وليد عيدو والدعوة لإغتيالي من على منبر الـ"ان بي ان" وكذلك الصمت المطبق إزاء إقتحام ونهب منازل ومكاتب نواب المستقبل في بيروت وتحديدا منزليّ النائب عمّار حوري والنائب جمال جرّاح ومكتبي الشخصي في أيار 2008".
وقال: "نشهد منذ فترة هجمة شرسة من "حزب الله" وأتباعه في "8 آذار" ضدّ القوى الاستقلالية وتحديدا "تيار المستقبل" بقياداته ونوابه. تمثّلت هذه الهجمة بمجموعة من الافتراءات والاكاذيب المفضوحة والتي شارك فيها مؤخرا″ الاعلام السوري متهماً "تيار المستقبل" وبعض نوابه بالتدخل فيما يجري من أحداث مؤلمة على الساحة السورية".
اضاف: "منذ بدء ما سميّ بثورة "الحريّة للشعوب العربية" في تونس مروراً بمصر واليمن والبحرين وليبيا وصولا الى سوريا اعتمد "تيار المستقبل" نهجاً واحداً إنطلاقا من المبدأ القائل " أهل مكّة أدرى بشعابها " رافضا أيّ تدخل في شؤون ايّ بلد عربي آخر لقناعتنا ان الشعوب العربية كلّ في بلدها قادرة على تحديد المسار السياسي الحرّ والديمقراطي الذي تختاره لنفسها. وكما طالبنا الجميع بإحترام خيارات الشعب اللبناني وسيادته فإنّا نحترم خيارات الشعوب العربية وسيادتها . هذا في حين ان حزب الله وملحقاته أصرّوا على زجّ لبنان في أتون الاشتعال العربي وإذا كان ذلك بمعايير مختلفة وفق الضرورة السياسية ، فأحيانا″ نراهم يساندون حرية الشعوب وأحيانا يستميتون دفاعا عن أنظمة حاكمة ".
وإذ سأل: "لماذا هذه الهجمة على "تيار المستقبل" وقياداته؟"، قال: "ندرك تماما ان الاعلام السوري بحاجة لمبررات خارجية، وان تكن واهية وبإخراج رديء، لما يحدث في الداخل السوري ومن الواضح ان أي عاقل يملك حدّاً أدنى من حسّ المسوؤلية لا يمكن ان يعطي أيّ مصداقية لممارسات كهذه".
تابع: "أما في الداخل اللبناني فإن دفع الامور بإتجاه زجّ لبنان في صراعات داخليّة في سوريا أو البحرين أو سواها قد بلغ حدّ الفتنة وهدر الدم وهو سعيّ يهدف الى محاولة الالتفاف على المطالبة الشعبية بإسقاط السلاح غير الشرعي وهو مطلب لن تنازل عنه لاننا ندرك أنه لا حياة سياسية ولا حريّة ولا ديمقراطية ولا انتخابات ذات معنى في ظلّ هذا السلاح أيّا تكن تسميته، كما يهدف الى التغطية عن العجز السياسي الفاضح لهذه القوى التي حوّلت السلاح الى الداخل وأسقطت حكومة الوحدة الوطنية فهي غير قادرة منذ ثلاثة أشهر على تأليف حكومة تدير شؤون البلاد مما أدى الى تردّي الاوضاع الاقتصادية والامنية بشكل لم يسبق له مثيل".
فتفت اكد ان الآخر "يريد الاستمرار بضرب كلّ مؤسسات الدولة من إقفال المجلس النيابي ( المعطّل عمليّا منذ خمس سنوات ) الى ضرب رئاسة الجمهورية بعدما فرضوا الفراغ في موقعها لمدّة تجاوزت الستة أشهر سنة 2008 وصولا الى ضرب مؤسسة مجلس الوزراء وموقع رئاسة الحكومة حاليّا".
اضاف: "تندرج هذه السياسة في نهج يهدف استراتيجياً الى إسقاط كل مؤسسات الدولة في يدّ الدويلة التي يتحكم بها "حزب الله"، وما الاعتداءات المتكررة على الاملاك الخاصّة والمشاعات العامّة وعلى الاعلاميين الاّ مثالاً آخر على هذه الممارسات. الدولة اللبنانية هي الهدف، العيش المشترك بل العيش الواحد هو الهدف و الحرية والديمقراطية في لبنان هما المستهدفان أيضا ".
الى ذلك، اتهم فتفت "حزب الله" وحلفاءه "بزجّ لبنان في صراعات هو في غنى عنها وتحديدا فيما يحدث في سوريا في حين نصرّ نحن على رفض أي تدخل في الشأن السوري كما في الشأن الداخلي لأيّ بلد عربي" .
وقال: "هذا الفريق يفتري على "تيار المستقبل" ونوابه بإتهامات ملفّقة عجزوا عن إيجاد دليل واحد عليها لأن هذا الدليل غير موجود وهم يعلمون ذلك علم اليقين ولكنّهم يصرّون على ممارسة الكذب المفضوح سياسيّا وإعلاميّا".
من ناحية اخرى، تطرق فتفت الى الاتهامات التي توجه له بشأن تجييش "حزب التحرير" وتمويله، فأكد انها "كاذبة جملة وتفصيلا″.
وقال: "الجميع يعلم، بما فيهم حزب التحرير، حجم التباعد السياسي بيننا فكرياً وتنظيمياً وحتى إنتخابيا وأتحدّى أن يثبت أحدهم أيّ شيئ من هذا القبيل وحتى مجرد لقاء سياسي بيني وبين الحزب المذكور خلال الاشهر الماضية".
وتوجه الى "الرأي العام اللبناني محذّرا من فتنة يحضّر لها بأسلوب للأسف تعودّنا عليه في مرحلة سابقة".
كما توجّه الى "رئيس الجمهورية ميشال سليمان والى القيادات الامنية لأن يكونوا على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، وإلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي عليه أن يدرك أنه أصبح أداة في يد فريق لا يريد الخير لهذا البلد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك