اعتبر رئيس "تيار المرَده" النائب سليمان فرنجية، ان "البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، يقوم بما هو صحيح، وان مواقفه نابعة من ضميره تعكس قناعاته وليست املاءات من احد"، واكد انه في ظل ما يحضر للمنطقة يكون التلاقي والتفاهم امرا اساسا، مشيرا الى ان "الرهان هو على علمانية النظام السوري وان كل المحاولات العسكرية قد فشلت الى الان وان الرئيس بشار الاسد قرأ صح، ورأى صح، وراهن صح، وثقته بجيشه وشعبه كانت في محلها، والاساس في كل ذلك هو صمود سوريا وتماسك موقفها الداخلي وبفضل الصمود السوري سنظل نتكلم عربي".
ودعا الى "الاهتمام بامان المجتمع المسيحي وليس بامنه ونحن كمرده بالنسبة لقانون الانتخاب نمشي بما يراه البطريرك بشاره الراعي مناسبا من دوره الجامع بين المسيحيين واللبنانيين".
كلام النائب فرنجية جاء في حديث خاص لموقع "المردة"، واشار الى أنه "كما كان يحصل في السابق. قد يتفاوت نجاح الزيارات ولكن البطريرك يقوم بما هو صحيح , أمّا المواقف التي إتّخذها فهي تعكس قناعته وليست إملاءات من أحد. مواقفه نابعة من ضميره .والجديد بما يقوم به سيّدنا بل اللافت أنّه على مسافة واحدة من الجميع. والبطريرك ليس معنا ولكنّه لم يعد مع غيرنا , البطريرك اليوم يتحدّث عن هواجس المسيحيين وتحديداً مسيحيي الشرق إنسجاماً مع موقعه كبطريرك لأنطاكية وسائر المشرق . وإذا سألنا كلّ مسيحي في الشرق سنجد أن البطريرك يتحدّث عن هواجسه. وكلّ ما يتحدّث عنه البطريرك, ولو أزعج بعض من لديه إرتباطات, هو حديث مشروع بالنظر إلى ما حدث في العراق وغيره ومن هنا كان الخوف ورفعُ الصوت ففسّر هذا البعض أنّ البطريرك بات مع نظام دون آخر. وكلّ إنسانٍ مسيحي ليس له إرتباط لا يمكن له أن يكون ضدّ موقف البطريرك. هذا الموقف العقلاني والمنطقي والمنسجم مع قناعته ومع الواقع".
وعن التقاطع الروحي الذي تُرجم في القمّة الروحية في دار الفتوى، اعتبر ان "هذا دليل عافية وإذا لم تنعكس على السياسة اليوم فإنّها تنعكس على التاريخ وتنعكس على المستقبل. وغداً سيذكر التاريخ أنّ المرجعيات الروحية وفي مرحلة دقيقة وصعبة إجتمعوا وإتّفقوا".
ورأى ان "يحدث في المنطقة اليوم وما يتحضّر لها بما فيه المحكمة الدولية وما يجري في سوريا ومصر وليبيا كلّ ذلك ليس بمنأى عن هذا الجوّ , وفي مثل هذه الحال التلاقي والتفاهم أمرٌ أساس".
واشار الى ان "ما تخطّط لسوريا ليس مشروع ضغط على بشار الأسد بل الذي خُطِّط هو إسقاط النظام وصار هناك إتّفاق إقليمي دولي لإسقاط هذا النظام بكلّ الإمكانيات. والرهان بدأ من المدن الكبرى وتحديداً الشام وحلب وقد صمدتا . راهنوا على الجيش بقي واحداً . راهنوا على خلافات داخل النظام فلم تحدث. النظام تماسك , النظام صمد , النظام بقي".
واضاف: "اليوم يراهنون على الإقتصاد والمرحلة الإقتصادية برأيي هي الأسهل. المرحلة الأمنية هي الأخطر, أمّا الإقتصاد فقد عانت سوريا على مرِّ عقود من ضائقة إقتصادية ومن عقوبات وبقيت صامدة. والرهان الإقتصادي هو الرصاصة الأخيرة والتي لن تصيب. والرئيس بشار الأسد قرأ صحّ ورأى صحّ وراهن صحّ. وثقته بجيشه وشعبه كانت بمحلّها. أمّا الدول الداعمة وغير الداعمة فهي تعمل وفق مصالحها, فمثلاً روسيا ولو أنّها مشكورة على موقفها ولكنّها تعزّز مصالحها في الشرق وعلى البحر الأبيض المتوسّط وبالمقابل تستفيد سوريا من هذا الدعم في مجلس الأمن ولكن الأساس صمود سوريا وتماسك موقفها الداخلي".
واعتبر انه بفضل صمود سوري سنبقى نتحدّث بالعربية لأنّها تحمي هذا الرهان وهذا الموقف وهذا الخطّ الممتدّ تاريخيّاً وحاضراً ومستقبلاً وليس لدينا أيّ خيارٍ آخر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك