اعلن الوزير الأسبق ألبر منصور ان المدافعين عن هواجس البطريرك يستندون إلى الوقائع التي طرأت على مسيحيي العراق بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين، حيث أسفرت العمليات الإرهابية عن تهجير قسري لنحو 750 ألف عراقي من بلدهم، يشكلون نصف عدد المسيحيين العراقيين "رغم أنهم لطالما كانوا محايدين في الصراعات السياسية الداخلية، وكانوا مواطنين عاديين غير معنيين بالصراعات الفعلية".
واشار في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "ذلك التهجير المجاني الذي تعرض له مسيحيو العراق، من غير مبرر، طرح قلقا كبيرا على دور المسيحيين في الشرق ووجودهم في العالم العربي".
واضاف منصور: أعتقد أن "ملاحظات البطريرك حول هذا الموضوع، تعبر عن القلق، ولم أرَ في الموقف انحيازا مع الانتماءات الدينية في العالم العربي أو ضدها"، لافتا إلى أن الموقف "يندرج ضمن إطار التعبير عن القلق للفت نظر من يعتقد أنهم يساهمون في تحريك الأمور أو استيعاب التحركات العربية لخطورة الواقع".
وراى منصور أن "مواجهة التحديات تتمثل في الانخراط في الصراع من موقع العروبة الذي يحميهم، بغية النضال لبناء دولة وطنية مدنية في العالم العربي تقوم على مبدأ الحريات والديمقراطية"، مشددا على "رفض أي دولة لأي طائفة أو مذهب، وفي المقدمة رفض الدولة اليهودية".
واوضح منصور أن "رفض الراعي لتلك الكيانات الفئوية في العالم العربي يستند إلى رؤيته بأن "إسرائيل الدولة العنصرية الأقوى في المنطقة، لما تمتاز به من تطور صناعي وتكنولوجي، كما أنها تحظى باستقرار سياسي ودعم غربي، وتستفيد من صراعات الآخرين".
ولفت منصور إلى أن "هواجس الراعي تعود إلى "محاولة تفريغ المنطقة من عروبتها وتشجيع الكيانات المذهبية"، وأكد أن المسيحيين "لا يعيشون هاجس الهجرة النهائية من الشرق، إذ يحاولون ابتداع وسائل دفاع عن النفس لاستمرارهم في المنطقة، أساسها المواجهات الفكرية والدفاع السياسي عن العروبة كونها ضمانة لرفض دولة اليهود".
وشدد على أن "الراعي أكد على رفض الدولة اليهودية". واعتبر انه "من المؤكد أن موقف الراعي بخصوص الوضع السوري أثار موجة من الاستنكار في العالم العربي لجهة دعم نظام الأسد". معتبرا أن "المواجهة مع الراعي على خلفية مواقفه "هي افتعال لمشكلة، ومن المؤكد أنه لم يقصد مواجهة مع أحد"، مشددا على أن مواقفه "ليس معادية لأحد، ولا يمكن وصفها بأنها تندرج ضمن تطلعات المحور السوري - الإيراني أو الدفاع عنه، بل تعبر عن قلق حقيقي تجاه المسيحيين في الشرق".
وأضاف: "لا أعتقد أن الردود التي أتت على الراعي نتيجة لحديثه عن الوضع السوري، لأن الجميع متفق على الهواجس، لكن الحملة قامت نتيجة حديثه عن سلاح حزب الله"، موضحا أن "هذا الموقف غير منسجم مع أدبيات 14 آذار، ويرى أن المقاومة نتيجة للاحتلال، وليست سببا له"، وشدد على أن "البطريرك مدافع بالمطلق عن العيش المشترك، ولا عداء له تجاه أحد، وقد أكد لي هذا الواقع في حديث معه أثناء زيارته إلى بعلبك قبل أسبوعين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك