"لماذا حصر مراكز معيّنة بالرجال من دون النساء، كمركز المحافظ مثلاً؟"، سألت هيئة الطوارئ النسائية في بيانها الأخير الذي توقّف عند تغييب المرأة عن الحكومة الميقاتية.
عمر الهيئة نحو شهرين، وهي "حركة راقية تسعى إلى المطالبة بالكلمة، لا بالعنف. لكن ما ينقصنا هو الآذان الصاغية. لن نسكت حتى يصغوا إلينا. آليتنا التركيز على مطلب كي يتحقّق"، تقول لصحيفة "النهار" رئيسة اللجنة التأسيسية في الهيئة الأميرة حياة إرسلان. وتشرح أن ولادة الهيئة أتت عقب التوقّف عن العمل في الأراضي اللبنانية كلها لمدة خمس دقائق. وتتوقف عند الاسم المختار للهيئة: "فهو لم يأتِ صدفة، بل للإشارة إلى عمل اللجنة الآني والسريع وتفاعلها مع الحدث في حينه في ما يخص المستجدات التي تتعلّق بالمرأة".
تتألف الهيئة من أقسام ثلاثة: العضوات ويبلغ عددهن 45 عضوة، والأصدقاء وهم نحو 22 رجلا وامرأة، والمناصرين الذين "يمكن أن يتفقوا معنا في موضوع التعيينات ويختلفوا معنا في موضوع الكوتا مثلاً".
ما يميّز الهيئة عن الجمعيات الأخرى اعتمادها على الإنترنت، توافقاً مع نمط السرعة الذي تتّبعه، فـ"التنسيق يتم عبر الإنترنت وكذلك التصويت على المقترحات. لا نجتمع إلا لماماً، مرّة أو مرّتين في السنة فقط، لوضع الخطة العامة وإقرارها". وهذا ما يميّزها عن الجمعيات النسائية الأخرى التي "يغلب عليها الروتين والكلاسيكية في التعاطي... في كل جمعية يجب أن يكون ثمة هيئة ناظمة لعملها".
الخطوة الأولى التي قامت بها الهيئة هي المطالبة بعدم استبعاد المرأة عن أي مركز، "فهناك أكثر من 15 ألف مقعد شاغر، وحصة المرأة فيها متدنية. نطالب بأن تكون حصتها كما أخذ لبنان على عاتقه في المواثيق الدولية التي تنص على أن 30 في المئة من المراكز في الفئات الأولى إلى الخامسة يجب أن تشغلها النساء، أي ما يساوي 7 آلاف امرأة". وأوضحت أن الهيئة التقت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أقرّ بالإجحاف اللاحق بالمرأة، وشدّد على ضرورة ان يكون الترفيع من داخل الملاك.
وفي جدول الهيئة مواعيد مع رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والعدل. "مطلبنا الثاني قانون انتخابي للمرأة يحفظ لها 30 في المئة من المقاعد".
اما عن التعيينات الوزارية الأخيرة، فأبدت إرسلان خيبة أملها من الوعود التي تلقتها بأن تشتمل الحكومة على نساء: "وُعدنا بمراكز وزارية وأن يكون عدد النساء أكبر من الحكومة السابقة، وإذا بالعدد صفر لا يضمّ السياسيون النساء إلى الحكومة إلا في اللحظة الأخيرة، ومن أجل تلميع صورتهم ورفع العتب".
وختمت إرسلان: "لا يمكن أن ينهض وطن ونصفه مهمّش. المرأة لا تقل شأنا عن الرجل، لا بل تكبره في التضحيات التي تبذلها. يجب إعطاء كل مواطن حقه وإصلاح البنية السياسية والاجتماعية للوطن عبر مشاركة فاعلة للمرأة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك