أبرز ما تميز به اللقاء الماروني الموسع الذي عقد أمس في بكركي برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي وخصص للبحث في أي قانون انتخاب يريده الموارنة، ومن خلالهم، المسيحيون لتأمين أفضل تمثيل مسيحي في البرلمان، مبادرة صاحب الرعاية، وبطلب من النائب في حزب الكتائب نديم الجميل، الى توضيح ما أثير من لغط حول مواقفه التي أعلنها من باريس.
وكان النائب الجميل سأل في مداخلته عن حقيقة ما صدر من مواقف عن البطريرك الراعي لقيت ردود فعل متباينة وقال: "أنت يا صاحب الغبطة المعني المباشر بها ونود التوضيح والكلام متروك لك".
ورد الراعي قائلاً، نقلاً عن عدد من المشاركين في اللقاء الماروني الموسع لصحيفة "الحياة"، "أنا لا أتدخل في الشأن السياسي بتفاصيله اليومية وأركز في مواقفي على التمسك بالثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نفرط فيها".
وتابع الراعي: "مواقفي التي أعلنتها في باريس خضعت لتأويلات واجتهادات من هنا وهناك وهذا اللقاء مناسبة لتوضيحها. وابدأ بالحديث عن ما نسب إلي في شأن سلاح حزب الله. لأقول أمامكم أنا ضد أن يكون لدى حزب الله أو أي طرف مشارك في الحكومة وله نواب في المجلس النيابي، سلاح".
وأضاف: "أنا ضد أن يحتفظ أي طرف بسلاحه لكن في الوقت نفسه قلت بصراحة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عليكم أن تقوموا بجهد من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، لأن بانسحابها تسقط الذرائع لاستمرار الحزب في الاحتفاظ بسلاحه، وعندها نلتقي جميعاً ونقول لحزب الله إنه لم يعد من مبرر لهذا السلاح طالما أن إسرائيل انسحبت من ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة. وبالتالي لم يعد من حاجة لأي فريق للتمسك بسلاحه أو الاحتفاظ به".
وفي شأن الموقف من النظام السوري والأحداث الجارية في سوريا نقل عدد من المشاركين في اللقاء الموسع عن الراعي قوله: "أنا لم أقل إنني مع النظام السوري أو أدعمه، وبالتالي لا أتدخل في شأنه الداخلي. لكن النموذج المصري والعراقي لم يكونا مشجعين من زاوية ما لحق بالمسيحيين من أضرار مادية وأخطار معنوية وهجرة الى الخارج لذلك نحن خائفون على مستقبل المسيحيين في سوريا إذا ما تكرر فيها ما حصل في مصر والعراق. هذا كل ما قلته وتم تحريفه أو نقل بصياغة خاطئة الى الرأي العام".
وأوضحت المصادر أن الاجتماع كان "حفلة مزايدات حول قانون الانتخاب"، فلم يستقر النقاش على رأي واحد، إنما على مشاورات وتبادل آراء أكثر منها تحديد مواقف.
وعلم أنه كان للنائب سليمان فرنجية موقف لافت، إذ قال: "علينا التنبه كمسيحيين الى قانون الانتخاب، لئلا يأخذنا الى مشكلة مع الشريك الآخر ويهدد وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك"، وأكد أنه "ليس المطلوب أن ننسلخ عن المسلمين بقدر ما هو أن ننصهر مع بعضنا بعضاً للوصول الى قانون يؤمن التمثيل الأفضل تحت سقف الوحدة الوطنية".
وأشارت المصادر الى أن اللقاء تطرق الى اقتراح السفير عبد الله بو حبيب حول الدائرة الفردية إضافة الى اقتراح الوزير السابق زياد بارود أي النسبية، كما أوضحت أن اللجنة الرباعية المؤلفة من الوزير السابق يوسف سعادة والنواب ألان عون وسامي الجميل وجورج عدوان قامت بمهمة جمع مشاريع قوانين الانتخاب عارضة الحسنات والسيئات في كل منها. كما جرى استعراض النسبية والقانون الأكثري الحالي والقانون المختلط الى الدائرة الفردية والصوت الترجيحي واقتراح اللقاء الأرثوذكسي أن تنتخب كل طائفة ممثليها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك